responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 2  صفحه : 142

رهبة وخوفا. فالطّير مسخّرة لأمره ، أحصى عدد الرّيش منها والنّفس ، وأرسى قوائمها على النّدىّ واليبس [١] ، وقدّر أقواتها ، وأحصى أجناسها :

فهذا غراب ، وهذا عقاب ، وهذا حمام ، وهذا نعام. دعا كلّ طائر باسمه ، وكفل له برزقه ، وأنشأ السّحاب الثّقال فأهطل ديمها [٢] وعدّد قسمها ، فبل الأرض بعد جفوفها ، وأخرج نبتها بعد جدوبها.

١٨١ ـ ومن خطبة له عليه السّلام

فى التوحيد ، وتجمع هذه الخطبة من أصول العلم ما لا تجمعه خطبة [غيرها] ما وحّده من كيّفه ، ولا حقيقته أصاب من مثّله ، ولا إيّاه عنى من شبّهه ، ولا صمده من أشار إليه وتوهّمه [٣]. كلّ معروف بنفسه مصنوع [٤] ، وكلّ


[١] المراد من الندى هنا : مقابل اليبس ـ بالتحريك ـ فيعم الماء ، كأنه يريد أن اللّه جعل من الطير ما تثبت أرجله فى الماء ، ومنه من لا يمشى إلا فى الأرض اليابسة

[٢] الهطل ـ بالفتح ـ : تتابع المطر والدمع ، والديم ـ كالهمم ـ جمع ديمة : وهى مطر يدوم فى سكون بلا رعد ولا برق ، و «تعديد القسم» إحصاء ما قدر منها لكل بقعة. و «جدوب الأرض» : يبسها لاحتجاب المطر عنها

[٣] صمده : قصده ، وبابه نصر

[٤] أى : كل معروف الذات بالكنه مصنوع ، لأن معرفة الكنه إنما تكون بمعرفة أجزاء الحقيقة. فمعروف الكنه مركب ، والمركب مفتقر فى الوجود لغيره ، فهو مصنوع.

نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 2  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست