نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 143
قائم فى سواه معلول
، فاعل لا باضطراب آلة ، مقدّر لا بجول فكرة ، غنىّ لا باستفادة. لا تصحبه الأوقات
، ولا ترفده الأدوات [١]
، سبق الأوقات كونه ، والعدم وجوده ، والابتداء أزله.
بتشعيره المشاعر عرف أن لا مشعر له [٢] ، وبمضادّته بين الأمور عرف أن لا ضدّ
له ، وبمقارنته بين الأشياء عرف أن لا قرين له ، ضادّ النّور بالظّلمة ، والوضوح
بالبهمة ، والجمود بالبلل ، والحرور بالصّرد [٣].
مؤلّف بين متعادياتها [٤] مقارن بين
متبايناتها ، مقرّب بين متباعداتها ، مفرّق بين
[٢] مشعر ـ كمقعد ـ محل
الشعور ، أى : الاحساس ، فهو الحاسة ، و «تشعيرها» إعدادها للانفعال المخصوص الذى
يعرض لها من المواد ، وهو ما يسمى بالاحساس فالمشعر من حيث هو مشعر منفعل دائما ،
ولو كان للّه مشعر لكان منفعلا ، والمنفعل لا يكون فاعلا ، وقد قلنا إنه هو الفاعل
بتشعير المشاعر ، وهذا بمنزلة أن يقال : إن اللّه فاعل فى خلقه فلا يكون منفعلا
عنهم ، كما يأتى التصريح به ، وإنما خص باب الشعور بالذكر ردا على من زعم أن للّه
مشاعر ، وعقده التضاد بين الأشياء دليل على استواء نسبتها اليه ، فلا ضد له ، إذ
لو كانت له طبيعة تضاد شيئا لاختص إيجاده بما يلائمها لا ما يضادها ، فلم تكن
أضدادا. والمقارنة بين الأشياء فى نظام الخلقة دليل أن صانعها واحد ، إذ لو كان له
شريك لخالفه فى النظام الايجادى فلم تكن مقارنة ، والمقارنة هنا : المشابهة