نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 126
مسكنا لملائكته ، ولا
مصعدا للكلم الطّيّب والعمل الصّالح من خلقه ، جعل نجومها أعلاما يستدلّ بها
الحيران فى مختلف فجاج الأقطار ، لم يمنع ضوء نورها ادلهمام سجف اللّيل المظلم [١] ، ولا استطاعت جلابيب سواد الحنادس أن
تردّ ما شاع فى السّموات من تلألؤ نور القمر ، فسبحان من لا يخفى عليه سواد غسق
داج ، ولا ليل ساج [٢]
فى بقاع الأرضين المتطأطئات ، ولا فى يفاع
[١] ادلهمام الظلمة
: كثافتها وشدتها ، والسجف ـ بالكسر ، والفتح ـ : الستر ، والجلابيب : جمع جلباب ،
وهو توب واسع تلبسه المرأة فوق ثيابها كأنه ملحفة. ووجه الاستعارة فيها ظاهر ، والحنادس
: جمع حندس ـ بكسر الحاء ـ : وهو الليل المظلم
[٢] الساجى : الساكن
، ووصف الليل بالسكون وصف له بصفة المشمولين به ، فان الحيوانات تسكن بالليل وتطلب
أرزاقها بالنهار. والمتطأطئات : المنخ.٣٠٣فضات ، واليفاع : التل ، أو المرتفع
مطلقا من الأرض ، والسفع : جمع سفعاء ، وهى السوداء تضرب إلى الحمرة ، والمراد
منها الجبال ، عبر عنها بلونها فيما يظهر للنظر على بعد ، وما يجلجل به الرعد : صوته
، والجلجلة : صوت الرعد ، وتلاشت : اضمحلت ، وأصله من «لشا» بمعنى خس بعد رفعة ، وما
يضمحل عنه البرق هو الأشياء التى ترى عند لمعانه. والعواصف : الرياح الشديدة ، وإضافتها
للأنواء من إضافة الشىء لمصاحبه عادة. والأنواء : جمع نوء ، وهو أحد منازل القمر ،
يعدها العرب ثمانية وعشرين يغيب منها عن الأفق فى كل ثلاث عشرة ليلة منزلة ، ويظهر
عليه أخرى. والمغيب والظهور عند طلوع الفجر ، وكانوا ينسبون المطر لهذه الأنواء
فيقولون : «مطرنا بنوء كذا» لمصادفة : هبوب الرياح وهطول الأمطار فى أوقات ظهور
بعضها حتى جاء الاسلام فأبطل الاعتقاد بتأثير الكواكب فى الحوادث الأرضية تأثيرا
روحانيا
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 126