نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 127
السّفع المتجاورات ،
وما يتجلجل به الرّعد فى أفق السّماء ، وما تلاشت عنه بروق الغمام ، وما تسقط من
ورقة تزيلها عن مسقطها عواصف الأنواء وانهطال السّماء [١] ، ويعلم مسقط القطرة ومقرّها ، ومسحب
الذّرّة ومجرّها ، وما يكفى البعوضة من قوتها ، وما تحمل الأنثى فى بطنها.
الحمد للّه الكائن قبل أن يكون كرسىّ أو
عرش ، أو سماء أو أرض ، أو جانّ أو إنس ، لا يدرك بوهم ، ولا يقدّر بفهم ، ولا
يشغله سائل ، ولا ينقصه نائل [٢]
، ولا ينظر بعين ، ولا يحدّ بأين ، ولا يوصف بالأزواج ، ولا يخلق بعلاج ، ولا يدرك
بالحواسّ ، ولا يقاس بالنّاس. الّذى كلّم موسى تكليما ، وأراه من آياته عظيما ، بلا
جوارح ولا أدوات ، ولا نطق ولا لهوات [٣].
بل إن كنت صادقا أيّها المتكلّف لوصف
ربّك [٤] ، فصف جبرائيل وميكائيل
[١] السماء هنا : المطر
، وانهطاله : انصبابه. ومسقط القطرة : موضع سقوطها ومقرها : موضع قرارها. ومسحب
الذرة ومجرها : موضع سحبها وجرها ، والذرة : الصغيرة من النمل
[٢] النائل : العطاء
، والأين : المكان ، والأزواج : القرناء والأمثال. أى : لا يقال «ذو قرناء» ولا «هو
قرين لشىء» ، والعلاج لا يكون إلا بين شيئين أحدهما يقاوم الآخر فيتغلب الآخر عليه
، واللّه لا يعالج شيئا ، بل يقول له «كن» فيكون!
[٣] اللهوات : جمع
لهاة ، وهى اللحمة المشرفة على الحلق فى أقصى الفم
[٤] المتكلف : هو شديد
التعرض لما لا يعنيه ، أى : إن كنت ـ أيها المتعرض ل
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 127