نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 117
لزم بيته وأكل قوته
، واشتغل بطاعة ربّه ، وبكى على خطيئته [١]
فكان من نفسه فى شغل ، والنّاس منه فى راحة!
١٧٢ ـ ومن كلام له عليه
السّلام
فى معنى الحكمين
فأجمع رأى ملئكم على أن اختاروا رجلين ،
فأخذنا عليهما أن يجعجعا عند القرآن [٢]
ولا يجاوزاه ، وتكون ألسنتهما معه ، وقلوبهما تبعه ، فتاها عنه ، وتركا الحقّ وهما
يبصرانه ، وكان الجور هواهما ، والاعوجاج رأيهما ، وقد سبق استثناؤنا عليهما فى
الحكم بالعدل والعمل بالحقّ سوء رأيهما [٣]
، وجور حكمهما! والثّقة فى أيدينا لأنفسنا [٤] حين خالفا سبيل
الحقّ ، وأتيا بما
[١] قوله «لمن لزم
بيته» : ترغيب فى العزلة عن إثارة الفتن واجتناب الفساد ، وليس ترغيبا فى الكسالة
وترك العامة وشأنهم ، فقد حث أمير المؤمنين ـ فى غير هذا الموضع ـ على مقاومة
المفاسد والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر
[٢] الملأ : الجماعة.
و «يجعجعا» : من «جعجع البعير» إذا برك ولزم الجعجاع ـ أى : الأرض ـ أى : أن يقيما
عند القرآن. والتبع ـ محركا ـ : التابع ، للواحد والجمع. و «تاها» أى : ضلا.
[٣] «سوء» مفعول «سبق»
، أى. إن استثناءنا ، وقت التحكيم ، حيث قلنا : لا تحكموا إلا بالعدل ، كان سابقا
على سوء الرأى وجور الحكم ، فهما المخالفان لما شرط عليهما لا نحن. ويصح أن يكون «سوء»
مفعول استثناؤنا ، والمعنى أننا استثنينا عليهم فيما سبق أن لا يسيئا رأيا ولا
يجورا حكما ، فيقبل حكمهما إلا أن يجورا ويسيئا
[٤] عبر بالثقة عن الحجة
القويمة والسبب المتين فى رفض حكمهما
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 117