responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 2  صفحه : 116

عليه وآله وسلم ، كان يقول : «يا ابن آدم اعمل الخير ودع الشّرّ فإذا أنت جواد قاصد [١]» ألا وإنّ الظّلم ثلاثة : فظلم لا يغفر ، وظلم لا يترك ، وظلم مغفور لا يطلب : فأمّا الظّلم الّذى لا يغفر فالشّرك باللّه ، قال اللّه : «إِنَّ اَللّٰهَ لاٰ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ» وأمّا الظّلم الّذى يغفر فظلم العبد نفسه عند بعض الهنات [٢] ، وأمّا الظّلم الّذى لا يترك فظلم العباد بعضهم بعضا ، القصاص هناك شديد! ليس هو جرحا بالمدى [٣] ولا ضربا بالسّياط ، ولكنّه ما يستصغر ذلك معه [٤]. فإيّاكم والتّلوّن فى دين اللّه ، فإنّ جماعة فيما تكرهون من الحقّ خير من فرقة فيما تحبّون من الباطل [٥] وإنّ اللّه سبحانه لم يعط أحدا بفرقة خيرا : ممّن مضى ولا ممّن بقى.

يا أيّها النّاس ، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب النّاس ، وطوبى لمن


[١] مستقيم أو قريب من اللّه والسعادة. وأصل الجواد القاصد السهل السير الذى ليس بالسريع فيتعب راكبه ولا البطىء فيفوت غرض صاحبه ببطئه

[٢] بفتح الهاء جمع هنة ـ محركة ـ : وهى الشىء اليسير والعمل الحقير ، والمراد به صغائر الذنوب

[٣] جمع مدية : وهى السكين ، والسياط : جمع سوط

[٤] ولكنه العذاب الذى يعد الجرح والضرب صغيرا بالنسبة إليه

[٥] من يحافظ على نظام الألفة والاجتماع ـ وإن ثقل عليه أداء بعض حقوق الجماعة ، وشق عليه ما تكلفه به من الحق ـ فذلك الجدير بالسعادة ، دون من يسعى للشقاق وهدم نظام الجماعة وإن نال بذلك حقا باطلا وشهوة وقتية ، فقد يكون فى حظه الوقتى شقاؤه الأبدى. ومتى كانت الفرقة عم الشقاق ، وأحاطت العداوات واصبح كل واحد عرضة لشرور سواه ، فمحيت الراحة ، وفسدت حال المغيشة

نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 2  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست