نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 115
ودعيتم إلى الأمر
الواضح ، فلا يصمّ عن ذلك إلاّ أصمّ [١]
ولا يعمى عن ذلك إلاّ أعمى!! ومن لم ينفعه اللّه بالبلاء والتّجارب لم ينتفع بشىء
من العظة ، وأتاه التّقصير من أمامه [٢]
حتّى يعرف ما أنكر وينكر ما عرف ، فإنّ النّاس رجلان : متّبع شرعة ، ومبتدع بدعة ،
ليس معه من اللّه برهان سنّة ، ولا ضياء حجّة ، وإنّ اللّه سبحانه لم يعظ أحدا
بمثل هذا القرآن ، فإنّه حبل اللّه المتين ، وسببه الأمين [٣] ، وفيه ربيع القلب ، وينابيع العلم ، وما
للقلب جلاء [٤] غيره ، مع أنّه قد
ذهب المتذكّرون ، وبقى النّاسون أو المتناسون. فإذا رأيتم خيرا فأعينوا عليه ، وإذا
رأيتم شرّا فاذهبوا عنه ، فإنّ رسول اللّه ، صلّى اللّه
[١] «يصم» يجوز فيه
ضم حرف المضارعة وفتحه ، وهما بمعنى واحد ، تقول أصمه اللّه فصم يصم ـ مثل ظل يظل
وتقول أيضا : أصمه اللّه فأصم يصم ، فذو الهمز يكون لازما ومتعديا ، وغير ذى الهمز
يكون لازما ليس غير
[٢] الاتيان من
الامام : كناية عن الظهور ، كأن التقصير عدو قوى يأتى مجاهرة لا يخدع ، ولا يفر ، فيأخذه
أخذ العزيز المقتدر ، عند ذلك يعرف من الحق ما كان أنكر وينكر من الباطل ما كان
عرف
[٣]جعل القرآن حبل
اللّه لأن الحبل ينجو من تعلق به من الهوى المردية والقرآن ينجو من تعلق به من
الضلال. و «المتين» القوى ، لأنه لا انقطاع له أبدا وتقول : متن الشىء ـ بضم التاء
ـ أى : صلب وقوى واشتد
[٤] «ربيع
القلب» لأنه يحيا كما تحيا الأنعام برعى الربيع ، والينابيع : جمع ينبوع ـ بوزان
يعفور ، بفتح أوله ـ وهو عين الماء ، قال اللّه تعالى : «حَتّٰى
تَفْجُرَ لَنٰا مِنَ اَلْأَرْضِ يَنْبُوعاً»
والجلاء ـ بكسر الجيم ـ مصدر «جلوت السيف ونحوه» أى : صقله
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 115