نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 97
أمرّ منها ما كان
حلوا ، وكدر منها ما كان صفوا [١]
فلم يبق منها إلاّ سملة كسملة الإداوة [٢]
أو جرعة كجرعة المقلة ، لو تمزّزها الصّديان لم ينقع [٣] فأزمعوا عباد اللّه الرّحيل عن هذه
الدّار المقدور على أهلها الزّوال [٤] ولا يغلبنّكم فيها
الأمل ولا يطولنّ عليكم الأمد ، فو اللّه لو حننتم حنين الولّه العجال [٥] ودعوتم
بهديل الحمام [٦] وجأرتم جؤار متبتّل
الرّهبان [٧]
وخرجتم إلى اللّه من الأموال والأولاد ، التماس القربة إليه فى ارتفاع درجة عنده ،
أو غفران سيّئة أحصتها كتبه ، وحفظها رسله [٨]
، لكان قليلا فيما أرجو لكم
نصر وضرب ـ أى :
تحوطهم بالموت ، وفى رواية ـ وهى الصحيحة ـ «تحدو» بالواو بعد الدال ، أى : تسوقهم
بالموت إلى الهلاك ، فكون الفقرة فى معنى سابقتها مؤكدة لها
[١] أمر الشىء : صار
مرا ، وكدر كدرا ـ كفرح فرحا ـ وكدر ـ بالضم كظرف ـ كدورة : تعكر ، وتغير لونه ، واختلط
بما لا يستساغ هو معه
[٢] السملة ـ محركة
بقية الماء فى الحوض ، والاداوة : المطهرة ، وهى إناء الماء الذى يتطهر به ، والمقلة
ـ بالفتح ـ حصاة يضعها المسافرون فى إناء ، ثم يصبون الماء فيه ليغمرها ، فيتناول
كل منهم مقدار ما غمره ، لا يزيد أحدهم عن الآخر فى نصيبه : يفعلون ذلك إذا قل
الماء ، وأرادوا قسمته بالسوية
[٤] فأزمعوا الرحيل : أى
اعزموا عليه ، يقال : أزمع الأمر ، ولا يقال أزمع عليه ، وجوزه الفراء بمعنى عزم
عليه وأجمع ، والمراد من العزم على الرحيل مراعاته والعمل له
[٥] كل أنثى فقدت ولدها
فهى واله ووالهة ، والعجال من الابل : التى فقدت ولدها