قبّح اللّه مصقلة فعل فعل السّادات ، وفرّ
فرار العبيد ، فما أنطق مادحه حتّى أسكته ، ولا صدّق واصفه حتّى بكّته ، ولو أقام
لأخذنا ميسوره [٢]
وانتظرنا بماله وفوره [٣]
٤٥ ـ ومن
خطبة له عليه السّلام
الحمد للّه غير مقنوط من رحمته ، ولا
مخلوّ من نعمته ، ولا مأيوس من مغفرته ، ولا مستنكف من عبادته ، الّذى لا تبرح منه
رحمة ، ولا تفقد له نعمة. والدّنيا دار منى لها الفناء [٤] ،
ولأهلها منها الجلاء ، وهى حلوة خضرة [٥] ، وقد عجلت للطّالب [٦] والتبست
بقلب النّاظر ، فارتحلوا عنها بأحسن ما بحضرتكم من الزّاد [٧] ، ولا تسألوا فيها فوق الكفاف [٨] ولا
اليه النساء
والصبيان ، وتصايح الرجال يستغيثون فى فكاكهم ، فاشتراهم من معقل بخمسمائة ألف درهم
، ثم امتنع من أداء المبلغ. ولما ثقلت عليه المطالبة بالحق لحق بمعاوية فرارا تحت
أستار الليل.