responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 1  صفحه : 65

وافرين [١] ما نال رجلا منهم كلم ، ولا أريق لهم دم ، فلو أنّ امرءا مسلما مات من بعد هذا أسفا ما كان به ملوما ، بل كان به عندى جديرا ، فيا عجبا ـ واللّه ـ يميت القلب ويجلب الهمّ اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم وتفرّقكم عن حقّكم فقبحا لكم وترحا [٢] حين صرتم غرضا يرمى : يغار عليكم ولا تغيرون ، وتغزون ولا تغزون ، ويعصى اللّه وترضون ، فاذا أمرتكم بالسّير إليهم فى أيّام الصّيف قلتم هذه حمارّة القيظ [٣] أمهلنا يسبّخ عنّا الحرّ [٤] وإذا أمرتكم بالسّير إليهم فى الشّتاء قلتم : هذه صبارّة القرّ [٥] أمهلنا ينسلخ عنّا البرد ، كلّ هذا فرارا من الحرّ والقرّ ، فأنتم واللّه من السّيف أفرّ ، يا أشباه الرّجال ولا رجال! حلوم الأطفال ، وعقول ربّات الحجال [٦] لوددت أنّى لم أركم ولم أعرفكم!


[١] وافرين : تامين على كثرتهم لم ينقص عددهم ، والكلم ـ بالفتح ـ الجرح

[٢] ترحا ـ بالتحريك ـ أى : هما وحزنا أو فقرا ، والغرض : ما ينصب ليرمى بالسهام ونحوها. فقد صاروا بمنزلة الهدف يرميهم الرامون وهم نصب لا يدفعون وقوله «ويعصى اللّه» : يشير إلى ما كان يفعله قواد جيش معاوية من السلب والنهب والقتل فى المسلمين والمعاهدين. ثم أهل العراق راضون بذلك إذ لو غضبوا لهموا بالمدافعة

[٣] حمارة القيظ ـ بتشديد الراء ، وربما خففت فى ضرورة الشعر ـ شدة الحر

[٤] التسبيخ ـ بالخاء المعجمة ـ التخفيف والتسكين

[٥] صبارة الشتاء بتشديد الراء : شدة برده ، والقر ـ بالضم ـ البرد ، وقيل : هو برد الشتاء خاصة ، أما البرد فعام فيه وفى الصيف ، وتقول : قر يومنا ـ من باب ضرب ـ أى : برد ، وتقول قر فلان ـ مبنى لما لم يسم فاعله ـ قرا ـ بفتح القاف وكسرها ـ إذا أصابه القر وهو البرد

[٦] حجال : جمع حجلة وهى القبة ، وموضع يزين بالستور ، والثياب (٥ ـ ن ـ ح ـ ١) للعروس ، وربات الحجال : النساء

نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 1  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست