نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 64
النّصف ، ألا وإنّى
قد دعوتكم إلى قتال هؤلاء القوم ليلا ونهارا ، وسرّا وإعلانا ، وقلت لكم : أغزوهم
قبل أن يغزوكم فو اللّه ما غزى قوم فى عقر دارهم إلاّ ذلّوا [١] فتواكلتم ، وتخاذلتم حتّى شنّت الغارات
عليكم ، وملكت عليكم الأوطان. وهذا أخو غامد وقد وردت خيله الأنبار [٢] وقد قتل حسّان بن حسّان البكرىّ وأزال
خيلكم عن مسالحها [٣]
ولقد بلغنى أنّ الرّجل منهم كان يدخل على المرأة المسلمة ، والأخرى المعاهدة ، فينتزع
حجلها وقلبها وقلائدها ورعاثها [٤] ما تمنع منه إلاّ
بالاسترجاع والاسترحام [٥] ثمّ انصرفوا
وسيم الخسف ، أى :
أولى الخسف وكلفه ، والخسف : الذل والمشقة أيضا. والنصف بالكسر وبالتحريك ـ العدل
ومنع مجهول ، أى : حرم العدل بأن يسلط اللّه عليه من يغلبه على أمره فيظلمه
[١] عقر الدار ـ بالضم
ـ وسطها وأصلها. وتواكلتم وكل كل منكم الأمر إلى صاحبه ، أى : لم يتوله أحد منكم.
بل أحاله كل على الآخر ومنه يوصف الرجل بالوكل ، أى : العاجز ، لأنه يكل أمره إلى
غيره. وشنت الغارات : فرقت عليكم من كل جانب كما يشن الماء متفرقا دفعة بعد دفعة.
وما كان إرسالا غير متفرق يقال فيه : سن بالمهملة
[٢] أخو غامد : هو
سفيان بن عوف ، من بنى غامد ، قبيلة من اليمن من أزد شنوءة ، بعثه معاوية لشن
الغارات على أطراف العراق تهويلا على أهله ، والأنبار : بلدة على الشاطىء الشرقى
للفرات ويقابلها على الجانب الغربى هبت
[٣] جمع مسلحة ـ بالفتح
ـ وهى الثغر والمرقب حيث يخشى طروق الأعداء ، وفى الحديث : «كان أدنى مسالح مسالح
فارس إلى العرب العذيب»
[٤] المعاهدة الذمية ، والحجل
، بالكسر ، وبالفتح وبكسرتين ـ خلخالها ، والقلب ، بالضم كقفل : سوارها. والرعاث :
جمع رعثة ـ بالفتح ويحرك ـ بمعنى القرط. ويروى رعثها ـ بضم الراء والعين ـ جمع
رعاث ، وجمع رعثة
[٥] الاسترجاع : ترديد
الصوت بالبكاء. والاسترحام : أن تناشده الرحم
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 64