نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 63
الكظم [١] وعلى أمرّ من طعم العلقم. ومنها : ولم
يبايع حتّى شرط أن يؤتيه على البيعة ثمنا [٢]
فلا ظفرت يد البائع ، وخزيت أمانة المبتاع ، فخذوا للحرب أهبتها ، وأعدّوا لها
عدّتها ، فقد شبّ لظاها ، وعلا سناها ، واستشعروا الصّبر فانّه أدعى إلى النّصر
٢٧ ـ ومن خطبة له عليه
السّلام
أمّا بعد ، فانّ الجهاد باب من أبواب
الجنّة فتحه اللّه لخاصّة أوليائه ، وهو لباس التّقوى ، ودرع اللّه الحصينة ، وجنّته
الوثيقة [٣]
فمن تركه رغبة عنه ألبسه اللّه ثوب الذّلّ وشملة البلاء ، وديّث بالصّغار والقماء [٤] وضرب
على قلبه بالأسداد [٥] ، وأديل الحقّ منه
بتضييع الجهاد وسيم الخسف [٦] ومنع
[١] الكظم بالتحريك
وبضم فسكون : الحلق ، أو الفم ، أو مخرج النفس ، والكل صحيح ههنا. والمراد أنه صبر
على الاختناق ، وأغضيت : غضضت طرفى على قذى فى عينى ، وما أصعب أن يغمض الطرف على
قذى فى العين. والشجا : ما يعترض فى الحلق. وكل هذا تمثيل للصبر على المضض الذى
ألم به من حرمانه حقه وتألب القوم عليه
[٢] ضمير يبايع إلى
عمرو بن العاص ، فانه شرط على معاوية أن يوليه مصر لو تم له الأمر
[٤] ديث مبنى للمفعول من
ديثه ، أى : ذلله ، وقمؤ الرجل كجمع وككرم قمأة وقماءة بزنة رحمة وسحابة ـ أى : ذل
وصغر
[٥] الأسداد جمع سد ، يريد
الحجب التى تحول دون بصيرته والرشاد. قال اللّه «وَجَعَلْنٰا
مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنٰاهُمْ
فَهُمْ لاٰ يُبْصِرُونَ» ويروى
بالاسهاب وهو ذهاب العقل أو كثرة الكلام ، أى : حيل بينه وبين الخير بكثرة الكلام
بلا فائدة