نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 46
ومقصّر فى النّار
هوى ، اليمين والشّمال مضلّة ، والطّريق الوسطى هى الجادّة [١] عليها باقى الكتاب وآثار النّبوّة ، ومنها
منفذ السّنّة ، وإليها مصير العاقبة ، هلك من ادّعى ، وخاب من افترى من أبدى صفحته
للحقّ هلك [٢]
وكفى بالمرء جهلا أن لا يعرف قدره ، لا يهلك على التّقوى سنخ أصل [٣] ، ولا يظمأ عليها
منهلا إلا عب منه ،
ولا يميل به هواه إلى أمر إلا انتهى إليه ، فذلك عبد الهوى ، وجدير به أن يكون فى
النار هوى
[١] اليمين والشمال
مثال لما زاع عن جادة الشريعة والطريق الوسطى مثال للشريعة القويمة ، ثم أخذ يبين
أن الجادة والطريق الوسطى هى سبيل النجاة ، جاء الكتاب هاديا إليها ، والسنة لا
تنفذ إلا منها ، فمن خالف الكتاب ونبذ السنة ثم ادعى أنه على الجادة فقد كذب ، ولهذا
يقول : خاب من ادعى ، أى : من ادعى دعوة وكذب فيها ولم يكن عنده مما يدعيه إلاّ
مجرد الدعوى فقد هلك لأنه مائل عن الجادة
[٢] الرواية الصحيحة
هكذا : من أبدى صفحته للحق هلك ، أى : من كاشف الحق مخاصما له مصارحا له بالعداوة
هلك. ويروى من أبدى صفحته للحق هلك عند جهلة الناس. وعلى هذه الرواية يكون المعنى
: من ظاهر الحق ونصره غلبته الجهلة بكثرتهم ـ وهم أعوان الباطل ـ فهلك
[٣] السنخ المثبت ، يقال
: ثبتت السن فى سنخها ، أى : منبتها. والأصل لكل شىء : قاعدته وما قام عليه بقيته
، فأصل الجبل مثلا أسفله الذى يقوم عليه أعلاه وأصل النبات جذره الذاهب فى منبته ،
وهلاك النسخ فساده حتى لا تثبت فيه أصول ما اتصل به ، ولا ينمو غرس غرس فيه. وكل
عمل ذهبت أصوله فى أسناخ التقوى كان جديرا بأن تثبت أصوله وتنمو فروعه ويزكو بزكاء
منبته ومغرس أصله ، وهو التقوى ، وكما أن التقوى سنخ لأصول الأعمال كذلك منها
تستمد الأعمال غذاءها وتستقى ماءها من الأخلاص ، وجدير بزرع يسقى بماء التقوى أن
لا يظمأ و «عليها» فى الموضعين : فى معنى معها. وقد يقال فى قوله سنخ أصل : إنه هو
على نحو قول القائل : إذا خاض عينيه كرى النوم. والكرى هو النوى ، والسنخ هو الأصل.
والأليق بكلام الامام ما قدمناه
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 46