نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 234
اللّهمّ قد ملّت
أطبّاء هذا الدّاء الدّوىّ [١]
وكلّت النّزعة بأشطان الرّكىّ [٢]
أين القوم الّذين دعوا إلى الإسلام فقبلوه؟ وقرأوا القرآن فأحكموه ، وهيّجوا إلى
القتال فولهوا وله اللّقاح إلى أولادها [٣]
وسلبوا السّيوف أغمادها وأخذوا بأطراف الأرض زحفا زحفا وصفّا صفّا؟ بعض هلك وبعض
نجا! لا يبشّرون بالأحياء [٤] ولا يعزّون بالموتى ،
مره العيون من البكاء [٥] خمص البطون [٦] من
الصّيام ، ذبّل الشّفاه من الدّعاء [٧]
صفر الألوان من السّهر ، على وجوههم غبرة الخاشعين ، أولئك إخوانى الذّاهبون ، فحقّ
لنا أن نظمأ
الشوكة بالشوكة فان
ضلعها معها» يضرب للرجل يخاصم آخر ، ويستعين عليه بمن هو من قرابته ، أو أهل مشربه
، ونقش الشوكة : إخراجها من العضو تدخل فيه ومعنى المثل : لا تستخرج الشوكة
الناشبة فى رجلك بشوكة مثلها ، فان إحداهما فى القوة والضعف كالأخرى : فكما أن
الأولى انكسرت لما وطئتها فدخلت فى لحمك ، فالثانية إذا حاولت استخراج الأولى بها
تنكسر وتلج فى لحمك
[٢] كلت : ضعفت ، والنزعة
: جمع نازع ، وهو الذى يستقى الماء ، والأشطان : جمع شطن ، وهو الحبل ، والركى : جمع
ركية ، وهى البئر ، أى : ضعفت قوة النازعين لمياه المعونة من آبار هذه الهمم
الغائضة الغائرة
[٣] اللقاح : جمع
لقوح ، وهى الناقة ، و «ولهها إلى أولادها» فزعها إليها إذا فارقتها
[٤] إذا قيل لهم : نجا
فلان فبقى حيا لا يفرحون ، لأن أفضل الحياة عندهم الموت فى سبيل الحق ، ولا يحزنون
إذا قيل لهم : مات فلان ، فان الموت عندهم حياة السعادة الأبدية
[٥] مره ـ بضم فسكون ـ جمع
أمره ، من «مرهت عينه» إذا فسدت ، أو ابيضت حماليقها