responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 1  صفحه : 207

ولم يقدحوا بزناد العلوم الثّاقبة ، فهم فى ذلك كالأنعام السّائمة والصّخور القاسية قد انجابت السّرائر لأهل البصائر [١] ، ووضحت محجّة الحقّ لخابطها [٢] وأسفرت السّاعة عن وجهها ، وظهرت العلامة لمتوسّمها. مالى أراكم أشباحا بلا أرواح؟ وأرواحا بلا أشباح. ونسّاكا بلا صلاح ، وتجّارا بلا أرباح ، وأيقاظا نوّما ، وشهودا غيّبا ، وناظرة عمياء ، وسامعة صمّاء ، وناطقة بكماء؟ رأيت ضلالة قد قامت على قطبها [٣] وتفرّقت بشعبها [٤] تكيلكم بصاعها [٥] وتخبطكم بباعها [٦] قائدها خارج عن الملّة ، قائم على الضّلّة ، فلا يبقى يومئذ منكم إلاّ ثفالة كثفالة القدر [٧] ، أو نفاضة كنفاضة العكم [٨] تعرككم


[١] «انجابت» من قولهم «انجابت الناقة» إذا مدت عنقها للحلب ، أى : إن السرائر خضعت لنور البصائر فهو يكشفها ويملكها ، وأهل البصائر يصرفون السرائر إلى ما يريدون

[٢] خابطها : السائر عليها

[٣] «قامت على قطبها» تمثيل لانتظام أمرها ، واستحكام قوتها

[٤] جمع شعبة ، أى : انتشرت بفروعها

[٥] «تكيلكم» أى : تأخذكم للهلاك جملة كما يأخذ الكيال ما يكيله من الحب

[٦] «تخبطكم» من «خبط الشجرة» أى : ضربها بالعصى ليتناثر ورقها ، أو من «خبط البعير بيده الأرض» أى : ضربها وعبر بالباع ليفيد استطالتها عليهم ، وتناولها لقريبهم وبعيدهم

[٧] الثفالة ـ بالضم ـ كالثفل والثافل : ما استقر تحت الشىء من كدورة ، وثفالة القدر : ما يبقى فى قعرها من عكارة. والمراد الأرذال والسفلة

[٨] النفاضة : ما يسقط : بالنفض ، والعكم ـ بالكسر ـ العدل ـ بالكسر ـ أيضا وهو سفط تجعل فيه المرأة ذخيرتها. والمراد ما يبقى بعد تفريغه فى خلال نسجه فينفض لينظف

نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 1  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست