نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 192
عسى المجرى إلى
الغاية أن يجرى إليها [١]
حتّى يبلغها ، وما عسى أن يكون بقاء من له يوم لا يعدوه؟ وطالب حثيث يحدوه فى الدّنيا
حتّى يفارقها [٢]؟
فلا تنافسوا فى عزّ الدّنيا وفخرها ، ولا تعجبوا بزينتها ونعيمها ، ولا تجزعوا من
ضرّائها وبؤسها ، فإنّ عزّها وفخرها إلى انقطاع ، وإنّ زينتها ونعيمها إلى زوال وضرّاءها
وبؤسها إلى نفاد [٣]
، وكلّ مدّة فيها إلى انتهاء ، وكلّ حىّ فيها إلى فناء ، أوليس لكم فى آثار
الأوّلين مزدجر [٤] وفى آبائكم الأوّلين
تبصرة ومعتبر ، إن كنتم تعقلون؟! أولم تروا إلى الماضين منكم لا يرجعون؟ وإلى
الخلف الباقين لا يبقون؟ أولستم ترون أهل الدّنيا يصبحون ويمسون على أحوال شتّى : فميّت
يبكى ، وآخر يعزّى ، وصريع مبتلى ، وعائد يعود ، وآخر بنفسه يجود [٥] وطالب
للدّنيا والموت يطلبه ، وغافل وليس بمغفول عنه؟؟!! وعلى أثر الماضى ما يمضى الباقى
ألا فاذكروا هاذم اللّذّات ، ومنغّص الشّهوات ، وقاطع الأمنيّات ، عند المساورة
للأعمال القبيحة [٦] واستعينوا اللّه على
أداء واجب حقّه ،
[١] الذى يجرى فرسه
إلى غاية معلومة ، أى مقدار من الجرى يلزمه حتى يصل لغايته
[٢] يحدوه : يتبعه ،
ويسوقه فى بعض النسخ «وطالب حثيث من الموت يحدوه ، ومزعج فى الدنيا عن الدنيا حتى
يفارقها ، فلا تنافسوا الخ»
[٥] من «جاد بنفسه» إذا
قارب أن يقضى نحبه ، كأنه يسخو بها ويسلمها إلى خالقها
[٦] «عند»
متعلق باذكروا ، والمساورة المواثبة ، كأن العمل القبيح ـ لبعده عن ملاءمة الطبع
الانسانى بالفطرة الالهية ـ ينفر من مقترفه كما ينفر الوحش فلا يصل إليه المغبون
إلا بالوثبة عليه ، وهو ـ فى غائلته على مجترمه ـ كالضاريات من الوحوش : فهو يثب
على مواثبه ليهلكه ، فما ألطف التعبير بالمساورة فى هذا الموضع
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 192