responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 1  صفحه : 166

خلقه ، حزونة معراجها [١] ، ناداها بعد إذ هى دخان فالتحمت عرى أشراجها وفتق بعد الارتتاق صوامت أبوابها [٢]. وأقام رصدا من الشّهب الثّواقب على نقابها [٣] وأمسكها من أن تمور فى خرق الهواء بأيده [٤] ، وأمرها أن تقف مستسلمة لأمره ، وجعل شمسها آية مبصرة لنهارها [٥] وقمرها آية ممحوّة


[١] الهابطين والصاعدين : الأرواح العلوية والسفلية ، والحزونة : الصعوبة ، وقوله «ناداها ـ الخ» : رجوع إلى بيان بعض ما كانت عليه قبل النظم ، يقول : كانت السموات هباء مائرا أشبه بالدخان منظرا ، وبالبخار مادة ، فتجلى من اللّه فيها سر التكوين فالتحمت عرى أشراجها ، والأشراج : جمع شرج بالتحريك ـ : وهو العروة ، وهى مقبض الكوز والدلو وغيرهما ، وتقول «أشرجت العيبة» أى : أقفلت أشراجها ، وتسمى مجرة السماء شرجا ، تشبيها بشرج العيبة ، وأشراج الوادى ما انفسح منه ، على التشبيه ، وأشار باضافة العرى للاشراج إلى أن كل جزء من مادتها عروة للآخر يجذبه إليه ليتماسك به ، فكل ماسك وكل ممسوك : فكل عروة ، وله عروة.

[٢] بعد أن كانت جسما واحدا فتق اللّه رتقه ، وفصلها إلى أجرام بينها فرج وأبواب ، وأفرغ ما بينها بعد ما كانت صوامت ، أى : لا فراغ فيها

[٣] النقاب : جمع نقب ، وهو الخرق ، «والشهب الثواقب» أى : الشديدة الضياء والرصد : القوم يرصدون كالحرس. وكون الرصد من الشهب فى أصل تكوين الخلقة كما قال الامام : دليل على ما أثبته العلم من أن الشهب مغذيات لبعض أجرام الكواكب بما نظمه لها من التفاتق ، فما نقب وخرق من جرم عوض بالشهاب ، وذلك أمر آخر غير ما جاء فى الكتاب العزيز فما جاء فى الكتاب بمعنى آخر.

[٤] «وأمسكها من أن تمور» أى : تضطرب فى الهواء «بأيده» أى : بقوته : «وأمرها أن تقف» أى : تلزم مراكزها لا تفارق مداراتها ، لا بمعنى أن تسكن.

[٥] «مبصرة» أى : جعل شمس هذه الأجرام السماوية مضيئة يبصر بضوئها مدة النهار كله دائما

نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 1  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست