نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 161
الكتاب عليك فرضه ولا
فى سنّة النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله وأئمّة الهدى أثره ، فكل علمه إلى اللّه
سبحانه ، فإنّ ذلك منتهى حقّ اللّه عليك. واعلم أنّ الرّاسخين فى العلم هم الّذين
أغناهم عن اقتحام السّدد المضروبة دون الغيوب ، الاقرار بجملة ما جهلوا تفسيره من
الغيب المحجوب [١]
فمدح اللّه اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به علما ، وسمّى تركهم التّعمّق
فيما لم يكلّفهم البحث عن كنهه رسوخا ، فاقتصر على ذلك ، ولا تقدّر عظمة اللّه
سبحانه على قدر عقلك فتكون من الهالكين : هو القادر الّذى إذا ارتمت الأوهام لتدرك
منقطع قدرته [٢]
وحاول الفكر المبرّأ من خطرات الوساوس أن يقع عليه فى عميقات غيوب ملكوته [٣] وتولّهت القلوب إليه [٤] لتجرى
فى كيفيّة صفاته [٥] وغمضت مداخل العقول
فى حيث لا تبلغه الصّفات لتناول علم ذاته [٦] ردعها وهى تجوب
مهاوى سدف الغيوب [٧]
متخلّصة إليه ، سبحانه ، فرجعت
[١] السدد : جمع سدة
، وهى باب الدار ، والاقرار : فاعل «أغناهم»
[٢] ارتمت الأوهام :
ذهبت أمام الأفكار كالطليعة لها ، ومنقطع الشىء : ما إليه ينتهى
[٣] «مبرأ ـ الخ» أما
الملابس لهذه الخطرات فمعلوم أنه لا يصل إلى شىء لوقوفه عند وساوسه.
[٤] تولهت القلوب إليه :
اشتد عشقها حتى أصابها الوله ـ وهو الحيرة ـ وقوى ميلها لمعرفة كنهه
[٥] لتجرى الخ : لتجول
ببصائرها فى تحقيق كيف قامت صفاته بذاته ، أو كيف اتصف سبحانه بها
[٦] «وغمضت
ـ الخ» أى : خفيت طرق الفكر ودقت ، وبلغت فى الخفاء والدقة إلى حد لا يبلغه الوصف
[٧] «ردعها ـ الخ» جواب
للشرط فى قوله «إذا ارتمت ـ الخ» وردعها : كفها (١١ ـ ن ـ ج ـ ١) وردها ، والمهاوى
: المهالك ، والسدف ـ بضم ففتح ـ جمع سدفة ، وهى القطعة من الليل المظلم ، وجبهت :
من جبهه إذا ضرب جبهته ، والمراد ردت بالخيبة
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 161