نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 156
من مائها ، قد درست
منار الهدى ، وظهرت أعلام الرّدى ، فهى متجهّمة لأهلها [١] عابسة فى وجه طالبها ، ثمرها الفتنة ،
وطعامها الجيفة ، وشعارها الخوف ، ودثارها السّيف [٢]. فاعتبروا ، عباد اللّه ، واذكروا تيك
الّتى آباؤكم وإخوانكم بها مرتهنون [٣]
وعليها محاسبون. ولعمرى ما تقادمت بكم ولا بهم العهود ، ولا خلت فيما بينكم وبينهم
الأحقاب والقرون ، [٤] وما أنتم اليوم من
يوم كنتم فى أصلابهم ببعيد. واللّه ما أسمعهم الرّسول شيئا إلاّ وها أنا ذا اليوم
مسمعكموه ، وما أسماعكم اليوم بدون أسماعهم بالأمس ولا شقّت لهم الأبصار ، ولا
جعلت لهم الأفئدة فى ذلك الأوان إلاّ وقد أعطيتم مثلها فى هذا الزّمان. واللّه ما
بصرتم بعدهم شيئا جهلوه ، ولا أصفيتم
[٢] «ثمرها الفتنة» أى
: ليست لها نتيجة سوى الفتن والجيفة : إشارة إلى أكل العرب للميتة من شدة الاضطرار
، والشعار من الثياب : ما يلى البدن ، والدثار : فوق الشعار. ولما كان الخوف يتقدم
السيف كان الخوف شعارا والسيف دثارا ، وأيضا فالخوف باطن والسيف ظاهر
[٣] «تيك» إشارة إلى
سيئات الأعمال وبواطل العقائد ، وقبائح العادات ، و «هم بها مرتهنون» أى : محبوسون
على عواقبها فى الدنيا من الذل والضعف
[٤] الأحقاب : جمع حقب ـ
بالضم وبضمتين ـ قيل : ثمانون سنة ، وقيل : أكثر ، وقيل : هو الدهر
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 156