نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 155
هذه الفرق على اختلاف
حججها فى دينها! لا يقتصّون أثر نبيّ ، ولا يقتدون بعمل وصىّ ، ولا يؤمنون بغيب ،
ولا يعفّون عن عيب [١]
يعملون فى الشّبهات ويسيرون فى الشّهوات ، المعروف عندهم ما عرفوا ، والمنكر عندهم
ما أنكروا [٢]
، مفزعهم فى المعضلات إلى أنفسهم ، وتعويلهم فى المهمّات على آرائهم ، كأنّ كلّ
امرىء منهم إمام نفسه : قد أخذ منها فيما يرى بعرى ثقات وأسباب محكمات
٨٧ ـ ومن خطبة له عليه
السّلام
أرسله على حين فترة من الرّسل ، وطول
هجعة من الأمم ، واعتزام من الفتن [٣]
، وانتشار من الأمور ، وتلظّ من الحروب [٤] ، والدّنيا كاسفة
النّور ظاهرة الغرور ، على حين اصفرار من ورقها [٥] ،
وإياس من ثمرها ، واغورار
[١] ولا يعفون ـ بكسر
العين وتشديد الفاء ـ من «عففت عن الشىء» إذا كففت عنه
[٢] أى : يستحسنون
ما بدا لهم استحسانه ، ويستقبحون ما خطر لهم قبحه بدون رجوع إلى دليل بين. أو شريعة
واضحة : يثق كل منهم بخواطر نفسه ، كأنه أخذ منها بالعروة الوثقى ، على ما بها من
جهل ونقص
[٣] الفترة بين
الرسل : انقطاع الرسالة والوحى. والهجعة ـ بفتح فسكون ـ النومة ليلا ، والهجوع والتهجاع
بفتح التاء ـ كذلك ، فأما الهجعة ـ بكسر فسكون ـ فهى الهيئة كالجلسة من الجلوس «اعتزام»
من قولهم «اعتزم الفرس» إذا مر جامحا ، أى : وغلبة من الفتن. ويروى «اعترام» بالراء
المهملة من العرام ، وهو الشرة ، ويقال : اعترمت الفرس ، إذا سقطت ومالت ، ويروى «اعتراض»
بالضاد المعجمة بدل الميم
[٤] و «تلظ»
أى : تلهب وفى التنزيل «فَأَنْذَرْتُكُمْ نٰاراً
تَلَظّٰى»
[٥] هذا وما بعده تمثيل
لتغير الدنيا ، وإشرافها على الزوال ، ويأس الناس من التمتع بها أيام الجاهلية. واغورار
الماء : ذهابه ، ويروى «إعوار مائها» بالمهملة ـ من قولهم «فلاة عوراء» أى : لا
ماء بها
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 155