نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 148
آثاركم [١] وعلّم أعمالكم ، وكتب آجالكم ، وأنزل
عليكم الكتاب تبيانا لكلّ شىء ، وعمّر فيكم نبيّه أزمانا [٢] حتّى أكمل له ولكم ـ فيما أنزل من
كتابه ـ دينه الّذى رضى لنفسه ، وأنهى إليكم ، على لسانه ، محابّه من الأعمال ومكارهه
[٣] ونواهيه وأوامره
، فألقى إليكم المعذرة ، واتّخذ عليكم الحجّة ، وقدّم إليكم بالوعيد ، وأنذركم بين
يدى عذاب شديد ، فاستدركوا بقيّة أيّامكم ، واصبروا لها أنفسكم [٤] ،
فإنّها قليل فى كثير الأيّام الّتى تكون منكم فيها الغفلة والتّشاغل عن الموعظة ،
ولا ترخّصوا لأنفسكم فتذهب بكم الرّخص فيها مذاهب الظّلمة [٥] ولا
تداهنوا فيهجم بكم [٦] الإدهان على
المصيبة.
[٤] «اصبروا
أنفسكم» اجعلوا لأنفسكم صبرا فيها ، وهو مأخوذ من قوله تعالى : «وَاِصْبِرْ
نَفْسَكَ مَعَ اَلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدٰاةِ وَاَلْعَشِيِّ»
ويقال : «صبر فلان نفسه على كذا» أى : حبسها عليه ، يتعدى فينصب بنفسه
[٥] الظلمة : جمع ظالم ،
وقد نهى عن الأخذ برخص المذاهب لأنه لا يجوز للواحد من العامة أن يقلد كلا من ائمة
الهدى فيما خف وسهل من الأحكام الشرعية. وقد يكون مراده : لا تساهلوا أنفسكم فى
ترك تشديد المعصية ، ولا تسامحوها وترخصوا لها فى ارتكاب الصغائر والمحقرات من
الذنوب فتهجم بكم على الكبائر ، لأن من مرن على أمر تدرج من صغيرة إلى كبيرة ، فتسوء
العاقبة ، وتقعوا فيما وقع فيه الظلمة من قبلكم
[٦] المداهنة : النفاق ،
والمصانعة : إظهار خلاف ما فى الطوية ، والادهان : مثله وقال اللّه تعالى : «وَدُّوا
لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ»
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 148