نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 138
والأقرباء؟ تحتذون
أمثلتهم ، وتركبون قدّتهم [١]
وتطأون جادّتهم؟! فالقلوب قاسية عن حظّها ، لاهية عن رشدها ، سالكة فى غير
مضمارها! كأنّ المعنىّ سواها [٢]
وكأنّ الرّشد فى إحراز دنياها. واعلموا أنّ مجازكم على الصّراط ومزالق دحضه ، وأهاويل
زلله وتارات أهواله [٣]
فاتّقوا اللّه تقيّة ذى لبّ شغل التّفكّر قلبه ، وأنصب الخوف بدنه [٤] ،
وأسهر التّهجّد غرار نومه ، وأظمأ الرّجاء هواجر يومه ، وظلف الزّهد شهواته ، وأرجف
الذّكر بلسانه وقدّم الخوف لإبّانه ، وتنكّب المخالج عن وضح السّبيل ، وسلك أقصد
المسالك إلى النّهج المطلوب ، ولم تفتله فاتلات الغرور [٥] ولم
تعم عليه
[١] القدة ـ بكسر
فتشديد ـ الطريقة ، و «تطأون جادتهم» تسيرون على سبيلهم بلا انحراف عنهم فى شىء ، أى
: يصيبكم ما أصابهم بلا أقل تفاوت
[٢] «كأن المعنى» أى
: المقصود بالتكاليف الشرعية ، والموجه إليه التحذير والتبشير ، غيرها. وقوله «وكأن
الرشد ـ الخ» أى : مع أن الرشد لم ينحصر فى هذا ، بل الرشد كل الرشد إحراز الآخرة
لا الدنيا
[٣] «أن مجازكم ـ الخ»
أنكم تجوزون على الصراط مع ما فيه من مزالق الدحض ، والدحض : هو انقلاب الرجل بغتة
فيسقط المار ، والزلل. هو انزلاق القدم ، والتارات : النوب والدفعات
[٥] والغرار ـ بالكسر ـ :
القليل من النوم وغيره ، و «أسهره التهجد» أى : أزال قيام الليل نومه القليل ، فأذهبه
بالمرة. و «أظمأ الرجاء ـ الخ» أى : أظمأ نفسه فى هاجرة اليوم ، والمعنى : صام
رجاء الثواب. و «ظلف الزهد ـ الخ» أى : منعها وظلف : منع ، و «أرجف الذكر» تقول : «أرجف
به» أى : حركه. ويروى
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 138