نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 139
مشتبهات الأمور ، ظافرا
بفرحة البشرى ، وراحة النّعمى [١]
فى أنعم نومه ، وآمن يومه ، قد عبر معبر العاجلة حميدا [٢] وقدم ذات الآجلة سعيدا ، وبادر من وجل
، وأكمش فى مهل ، ورغب فى طلب ، وذهب عن هرب [٣]
وراقب فى يومه غده ، ونظر قدما أمامه [٤] فكفى بالجنّة ثوابا
ونوالا ، وكفى بالنّار عقابا ووبالا ، وكفى باللّه منتقما ونصيرا ، وكفى بالكتاب
حجيجا
«أوجف» بالواو ـ أى
: أسرع ، كأن الذكر لشدة تحريكه اللسان موجف به كما توجف الناقة براكبها ، و «إبان
الشىء» بكسر فتشديد ـ وقته الذى يلزم ظهوره فيه أى : إنه خاف فى الوقت الذى ينفع
فيه الخوف ، ويروى «لأمانه» أى : خاف فى الدنيا ليأمن فى الآخرة ، و «تنكب الشىء»
مال عنه ، والمخالج : الشعوب من الطريق المائلة عن وضحه ، والوضح ـ محركة ـ الجادة
، و «عن وضح متعلق» بالمخالج ، أى : تنكب المائلات عن الجادة ، وأقصد المسالك :
أقومها. و «لم تفتله الخ» أى : لم ترده ولم تصرفه ، و «لم تعم عليه» أى : لم تخف
عليه الأمور المشتبهة حتى يقع فيها بحذر على غير بصيرة
[١] النعمى ـ بالضم
ـ : سعة العيش ونعيمه «ظافرا» حال من الضمائر السابقة العائدة على «ذى لب» ، و «فى
أنعم» متعلق براحة النعمى ، وجعل اتصافه بتلك الأوصاف فى حال الظفر تمثيلا لالتصاق
السعادة بالفضيلة وملازمتها إياها
[٢] العاجلة : الدنيا
، وسميت معبرا لأنها طريق يعبر منها إلى الآخرة ، وهى الآجلة. «بادر من وجل» أى : سبق
الى خير الأعمال خوفا من لقاء الأهوال و «أكمش» أسرع ، ومثله انكمش ، وكمشته
تكميشا : أعجلته ، والمراد جد السير فى مهلة الحياة
[٣] أى : رغب فيما
ينبغى طلبه ، وذهب وانصرف عما يجب الهروب منه
[٤] القدم ـ بفتحتين ـ السابق
، أى : نظر إلى ما يتقدم أمامه من الأعمال ويروى قدما ـ بضمتين ـ وهو المضى إلى
أمام ، أى. مضى متقدما
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 139