نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 133
احتضارا ، ومضمّنون
أجداثا ، وكائنون رفاتا ، ومبعوثون أفرادا ، ومدينون جزاء ، ومميّزون حسابا ، قد
أمهلوا فى طلب المخرج [١]
، وهدوا سبيل المنهج ، وعمّروا مهل المستعتب ، وكشف عنهم سدف الرّيب [٢] وخلّوا لمضمار
أى : إنهم كما خلقوا
باقتدار اللّه سبحانه وقوته ، فهم مملوكون له بسطوة عزته ، لا خيرة لهم فى ذلك ،
وإذا جاء الأجل قبضت أرواحهم إليه ، بما يحضر عند الأجل من مزهقات الأرواح والقوى
المسلطة على الفناء ، و «احتضر فلان» حضرته الملائكة تقبض روحه. وكانت العرب تقول
«لبن محتضر» أى : فاسد ، يعنون أن الجن حضرته ، يقال : اللبن محتضر فغط إناءك ،
والأجداث. جمع جدث ـ بفتحتين ـ : وهو القبر واجتدث الرجل : اتخذ جدثا ، ويقال :
جدف ـ بالفاء ـ و «مضمنون الأجداث» مجعولون فى ضمنها ، والرفات : الحطام ، ويقال :
رفته ـ كنصر وضرب ـ أى : كسره ودقه ، أى : فته بيده كما يفت المدر والعظم البالى ،
و «مبعوثون أفرادا» أى : كل يسأل عن نفسه ، لا يلتفت لرابطة تجمعه مع غيره ، و «مدينون»
أى : مجزيون ، والدين : الجزاء ، قال : «مٰالِكِ يَوْمِ
اَلدِّينِ» ، و «مميزون حسابا» كل يحاسب على عمله
منفصلا عمن سواه : «لاٰ تَزِرُ وٰازِرَةٌ
وِزْرَ أُخْرىٰ»
[١] المخرج : المخلص
من ربقة المعصية بالتوبة والانابة المخلصة ، والمنهج : الطريق الواضحة التى دلت
عليها الشريعة المطهرة والمستعتب : المسترضى ، ويقال أيضا : «استعتبه» إذا أناله
العتبى ، وهى : الرضا ، وإنما ضرب المثل بمهل المستعتب لأنك إذا استرضيت شخصا وطلبت
منه أن يرضى فلا ترهقه فى المطالبة ، بل تفسح له حتى يرضى بقلبه لا بلسانه. أى : إن
اللّه أفسح لهم فى الآجال حتى يتمكنوا من إرضائه ، وأوتوا من العمر مهلة من ينال
العتبى ـ أى : الرضا ـ لو أحسن العمل : استعتبه : أناله العتبى ، فهو المستعتب ، والمفعول
مستعتب
[٢] السدف : جمع
سدفة ـ بالفتح ـ وهى : الظلمة ، والريب : جمع ريبة. وهى الشبهة وإبهام الأمر ، وكشف
ذلك بما أتى من البراهين الواضحة
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 133