نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 108
ويكون ظاهرا قبل أن
يكون باطنا ، كلّ مسمّى بالوحدة غيره قليل [١]
، وكلّ عزيز غيره ذليل ، وكلّ قوىّ غيره ضعيف ، وكلّ مالك غيره مملوك ، وكلّ عالم
غيره متعلّم ، وكلّ قادر غيره يقدر ويعجز ، وكلّ سميع غيره يصمّ عن لطيف الأصوات ،
ويصمّه كبيرها ، ويذهب عنه ما بعد منها [٢]
وكلّ بصير غيره يعمى عن خفىّ الألوان ولطيف الأجسام ، وكلّ ظاهر غيره باطن ،
[١] الواحد : أقل
العدد ، ومن كان واحدا منفردا عن الشريك محروما من المعين كان محتقرا لضعفه ، ساقطا
لقلة أنصاره ، أما الوحدة ـ فى جانب اللّه ـ فهى علو الذات عن التركيب المشعر
بلزوم الانحلال ، وتفردها بالعظمة والسلطان ، وفناء كل ذات سواها إذا اعتبرت
منقطعة النسبة إليها ، فوصف غير اللّه بالوحدة تقليل ، والكمال فى عالمه أن يكون
كثيرا ، إلا اللّه : فوصفه بالوحدة تقديس وتنزيه. وبقية الأوصاف ظاهرة.
[٢] السامعون من
الحيوان والانسان : لقوى سمعهم حد محدود ، فما خفى من الأصوات لا يصل إليها ، فهى
صماء عنه ، فيصم ـ بفتح الصاد ـ مضارع «صم» ـ من باب علم ـ إذ أصيب بالصمم ، وفقد
السمع ، وما عظم من الأصوات حتى فات المألوف الذى يستطاع احتماله يحدث فيها الصمم
بصدعه لها ، فيصم ـ بكسر الصاد ، وصم حرف المضارعة ـ مضارع «أصم» وما بعد من
الأصوات عن السامع ـ بحيث لا يصل موج الهواء المتكيف بالصوت إليه ـ ذهب عن تلك
القوى فلا تناله. كل ذلك فى غيره سبحانه. أما هو ـ جل شأنه ـ فيستوى عنده الخفى والشديد
، والقريب والبعيد : لأن نسبة الأشياء إليه واحدة. ومثل ذلك يقال فى البصر والبصراء
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 1 صفحه : 108