responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 1  صفحه : 107

فتزوّدوا فى الدّنيا ، من الدّنيا ، ما تحرزون به أنفسكم غدا [١] فاتّقى عبد ربّه نصح نفسه ، وقدّم توبته ، وغلب شهوته [٢] فإنّ أجله مستور عنه ، وأمله خادع له ، والشّيطان موكّل به : يزيّن له المعصية ليركبها ويمنّيه التّوبة ليسوّفها [٣] حتّى تهجم منيّته عليه أغفل ما يكون عنها [٤] فيا لها حسرة على ذى غفلة أن يكون عمره عليه حجّة [٥] ، وأن تؤدّيه أيّامه إلى شقوة ، نسأل اللّه سبحانه أن يجعلنا وإيّاكم ممّن لا تبطره نعمة ، [٦] ولا تقصّر به عن طاعة ربّه غاية ، ولا تحلّ به بعد الموت ندامة ولا كآبة.

٦٣ ـ ومن خطبة له عليه السّلام

الحمد للّه الّذى لم يسبق له حال حالا [٧] فيكون أوّلا قبل أن يكون آخرا ،


[١] «ما تحرزون به أنفسكم» أى : تحفظونها به ، وذلك هو تقوى اللّه فى السر والنجوى ، وطاعة الشرع ، وعصيان الهوى

[٢] قوله «فاتقى عبد ربه» وما بعده : أوامر بصيغة الماضى ، ويجوز أن يكون بيانا للتزود المأمور به فى قوله «فتزودوا من الدنيا ما تحرزون به أنفسكم» أو بيانا لما يحرزون به أنفسهم

[٣] «يسوفها» أى : يؤجلها ، ويؤخرها.

[٤] قوله «أغفل ما يكون» حال من الضمير فى «عليه». والمنية : الموت ، أى : لا يزال الشيطان يزين له المعصية ويمنيه بالتوبة أن تكون فى مستقبل العمر ليسوفها حتى يفاجئه الموت وهو فى أشد الغفلة عنه

[٥] يكون عمره حجة عليه لأنه أوتى فيه المهلة ، ومكن فيه من العمل ، فلم ينشط له

[٦] لا تبطره النعمة : لا تطغيه ، ولا تسدل على بصيرته حجاب الغفلة عما هو صائر إليه

[٧] ما للّه من وصف فهو كذاته يجب بوجوبها ، فكما أن ذاته ـ سبحانه ـ لا يدنو منها التغير والتبدل ، فكذلك أوصافه هى ثابتة له معا : لا يسبق منها وصف وصفا ، وإن كان مفهومها قد يشعر بالتعاقب ـ إذا أضيفت إلى غيره ـ فهو أول وآخر أزلا وأبدا ، أى : هو السابق بوجوده لكل موجود ، وهو بذلك السبق باق لا يزول. وكل وجود سواه ، فعلى أصل الزوال مبناه ، ثم هو ، فى ظهوره بأدلة وجوده ، باطن بكنهه : لا تدركه العقول ، ولا تحوم عليه الأوهام

نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 1  صفحه : 107
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست