لَكُمْ مَا تَنْتَظِرُونَ بِنَصْرِكُمْ رَبَّكُمْ ـ أَمَا دِينٌ يَجْمَعُكُمْ ولَا حَمِيَّةَ تُحْمِشُكُمْ [٤٧٢] أَقُومُ فِيكُمْ مُسْتَصْرِخاً [٤٧٣] وأُنَادِيكُمْ مُتَغَوِّثاً [٤٧٤] فَلَا تَسْمَعُونَ لِي قَوْلًا ولَا تُطِيعُونَ لِي أَمْراً ـ حَتَّى تَكَشَّفَ الأُمُورُ عَنْ عَوَاقِبِ الْمَسَاءَةِ ـ فَمَا يُدْرَكُ بِكُمْ ثَارٌ ولَا يُبْلَغُ بِكُمْ مَرَامٌ ـ دَعَوْتُكُمْ إِلَى نَصْرِ إِخْوَانِكُمْ ـ فَجَرْجَرْتُمْ [٤٧٥] جَرْجَرَةَ الْجَمَلِ الأَسَرِّ [٤٧٦] وتَثَاقَلْتُمْ تَثَاقُلَ النِّضْوِ الأَدْبَرِ [٤٧٧] ثُمَّ خَرَجَ إِلَيَّ مِنْكُمْ جُنَيْدٌ مُتَذَائِبٌ ضَعِيفٌ ـ «كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وهُمْ يَنْظُرُونَ».
قال السيد الشريف ـ أقول قوله عليهالسلام متذائب أي مضطرب ـ من قولهم تذاءبت الريح أي اضطرب هبوبها ـ ومنه سمي الذئب ذئبا لاضطراب مشيته.
٤٠ ـ ومن كلام له عليهالسلام
في الخوارج لما سمع قولهم «لا حكم إلا لله»
قَالَ عليهالسلام : كَلِمَةُ حَقٍّ يُرَادُ بِهَا بَاطِلٌ ـ نَعَمْ إِنَّه لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّه ـ ولَكِنَّ هَؤُلَاءِ يَقُولُونَ لَا إِمْرَةَ ـ إِلَّا لِلَّه ـ وإِنَّه لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ أَمِيرٍ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ ـ يَعْمَلُ فِي إِمْرَتِه الْمُؤْمِنُ ـ ويَسْتَمْتِعُ فِيهَا الْكَافِرُ ـ ويُبَلِّغُ اللَّه فِيهَا الأَجَلَ ويُجْمَعُ بِه الْفَيْءُ ـ ويُقَاتَلُ بِه الْعَدُوُّ وتَأْمَنُ بِه السُّبُلُ ـ ويُؤْخَذُ بِه لِلضَّعِيفِ مِنَ الْقَوِيِّ ـ حَتَّى يَسْتَرِيحَ بَرٌّ ويُسْتَرَاحَ مِنْ فَاجِرٍ.