نام کتاب : نهج البلاغة - ط دار الكتاب اللبناني نویسنده : السيد الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 72
اثْنَتَانِ اتِّبَاعُ
الْهَوَى وطُولُ الأَمَلِ ـ فَتَزَوَّدُوا فِي الدُّنْيَا مِنَ الدُّنْيَا ـ مَا
تَحْرُزُونَ بِه أَنْفُسَكُمْ [٣٦٤]
غَداً.
قال السيد الشريف رضياللهعنه وأقول إنه لو كان
كلام يأخذ بالأعناق ـ إلى الزهد في الدنيا ـ ويضطر إلى عمل الآخرة ـ لكان هذا
الكلام ـ وكفى به قاطعا لعلائق الآمال ـ وقادحا زناد الاتعاظ والازدجار ـ ومن
أعجبه قوله عليهالسلام
ـ ألا وإن اليوم المضمار وغدا السباق ـ والسبقة الجنة والغاية النار ـ فإن فيه مع
فخامة اللفظ وعظم قدر المعنى ـ وصادق التمثيل وواقع التشبيه ـ سرا عجيبا ومعنى
لطيفا ـ وهو قوله عليهالسلام
والسبقة الجنة والغاية النار ـ فخالف بين اللفظين لاختلاف المعنيين ـ ولم يقل
السبقة النار ـ كما قال السبقة الجنة ـ لأن الاستباق إنما يكون إلى أمر محبوب ـ وغرض
مطلوب ـ وهذه صفة الجنة ـ وليس هذا المعنى موجودا في النار ـ نعوذ بالله منها فلم
يجز أن يقول ـ والسبقة النار بل قال والغاية النار ـ لأن الغاية قد ينتهي إليها من
لا يسره الانتهاء إليها ـ ومن يسره ذلك فصلح أن يعبر بها عن الأمرين معا ـ فهي في
هذا الموضع كالمصير والمآل ـ قال الله تعالى : (قُلْ تَمَتَّعُوا
فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ)
ـ ولا يجوز في هذا الموضع أن يقال ـ سبْقتكم بسكون الباء إلى النار ـ فتأمل ذلك
فباطنه عجيب وغوره بعيد لطيف ـ وكذلك أكثر كلامه عليهالسلام
ـ وفي بعض النسخ ـ وقد جاء في رواية أخرى والسُّبْقة الجنة بضم السين ـ والسبقة
عندهم اسم لما يجعل للسابق ـ إذا سبق من مال أو عرض ـ والمعنيان متقاربان ـ لأن
ذلك لا يكون جزاء على فعل الأمر المذموم ـ وإنما يكون جزاء على فعل الأمر المحمود.
٢٩ ـ ومن خطبة له عليهالسلام
بعد غارة الضحاك بن
قيس صاحب معاوية على الحاجّ بعد قصة الحكمين
وفيها يستنهض أصحابه
لما حدث في الأطراف
أَيُّهَا النَّاسُ الْمُجْتَمِعَةُ
أَبْدَانُهُمْ ـ الْمُخْتَلِفَةُ أَهْوَاؤُهُمْ [٣٦٥]
كَلَامُكُمْ يُوهِي [٣٦٦]
الصُّمَّ الصِّلَابَ [٣٦٧]
وفِعْلُكُمْ يُطْمِعُ فِيكُمُ الأَعْدَاءَ ـ تَقُولُونَ
نام کتاب : نهج البلاغة - ط دار الكتاب اللبناني نویسنده : السيد الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 72