٣٦٩ ـ وقَالَ عليهالسلام يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ ـ لَا يَبْقَى فِيهِمْ مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا رَسْمُه ـ ومِنَ الإِسْلَامِ إِلَّا اسْمُه ـ ومَسَاجِدُهُمْ يَوْمَئِذٍ عَامِرَةٌ مِنَ الْبِنَاءِ ـ خَرَابٌ مِنَ الْهُدَى ـ سُكَّانُهَا وعُمَّارُهَا شَرُّ أَهْلِ الأَرْضِ ـ مِنْهُمْ تَخْرُجُ الْفِتْنَةُ وإِلَيْهِمْ تَأْوِي الْخَطِيئَةُ ـ يَرُدُّونَ مَنْ شَذَّ عَنْهَا فِيهَا ـ ويَسُوقُونَ مَنْ تَأَخَّرَ عَنْهَا إِلَيْهَا ـ يَقُولُ اللَّه سُبْحَانَه فَبِي حَلَفْتُ ـ لأَبْعَثَنَّ عَلَى أُولَئِكَ فِتْنَةً تَتْرُكُ الْحَلِيمَ فِيهَا حَيْرَانَ ـ وقَدْ فَعَلَ ونَحْنُ نَسْتَقِيلُ اللَّه عَثْرَةَ الْغَفْلَةِ.
٣٧٠ ـ ورُوِيَ أَنَّه عليهالسلام قَلَّمَا اعْتَدَلَ بِه الْمِنْبَرُ ـ إِلَّا قَالَ أَمَامَ الْخُطْبَةِ ـ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّه ـ فَمَا خُلِقَ امْرُؤٌ عَبَثاً فَيَلْهُوَ [٤٩٠٨] ـ ولَا تُرِكَ سُدًى فَيَلْغُوَ [٤٩٠٩] ـ ومَا دُنْيَاه الَّتِي تَحَسَّنَتْ لَه بِخَلَفٍ [٤٩١٠] ـ مِنَ الآخِرَةِ الَّتِي قَبَّحَهَا سُوءُ النَّظَرِ عِنْدَه ـ ومَا الْمَغْرُورُ الَّذِي ظَفِرَ مِنَ الدُّنْيَا بِأَعْلَى هِمَّتِه ـ كَالآخَرِ الَّذِي ظَفِرَ مِنَ الآخِرَةِ بِأَدْنَى سُهْمَتِه [٤٩١١].
٣٧١ ـ وقَالَ عليهالسلام لَا شَرَفَ أَعْلَى مِنَ الإِسْلَامِ ـ ولَا عِزَّ أَعَزُّ مِنَ التَّقْوَى ـ ولَا مَعْقِلَ أَحْسَنُ مِنَ الْوَرَعِ ـ ولَا شَفِيعَ أَنْجَحُ مِنَ التَّوْبَةِ ـ ولَا كَنْزَ أَغْنَى مِنَ الْقَنَاعَةِ ـ ولَا مَالَ أَذْهَبُ لِلْفَاقَةِ مِنَ الرِّضَى بِالْقُوتِ ـ ومَنِ اقْتَصَرَ عَلَى بُلْغَةِ الْكَفَافِ ـ فَقَدِ انْتَظَمَ [٤٩١٢] الرَّاحَةَ وتَبَوَّأَ [٤٩١٣] خَفْضَ الدَّعَةِ [٤٩١٤] ـ والرَّغْبَةُ [٤٩١٥] مِفْتَاحُ النَّصَبِ [٤٩١٦].