ومَطِيَّةُ [٤٩١٧] التَّعَبِ ـ والْحِرْصُ والْكِبْرُ والْحَسَدُ ـ دَوَاعٍ إِلَى التَّقَحُّمِ فِي الذُّنُوبِ ـ والشَّرُّ جَامِعُ مَسَاوِئِ الْعُيُوبِ.
٣٧٢ ـ وقَالَ عليهالسلام لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّه الأَنْصَارِيِّ ـ يَا جَابِرُ قِوَامُ الدِّينِ والدُّنْيَا بِأَرْبَعَةٍ ـ عَالِمٍ مُسْتَعْمِلٍ عِلْمَه ـ وجَاهِلٍ لَا يَسْتَنْكِفُ أَنْ يَتَعَلَّمَ ـ وجَوَادٍ لَا يَبْخَلُ بِمَعْرُوفِه ـ وفَقِيرٍ لَا يَبِيعُ آخِرَتَه بِدُنْيَاه ـ فَإِذَا ضَيَّعَ الْعَالِمُ عِلْمَه ـ اسْتَنْكَفَ [٤٩١٨] الْجَاهِلُ أَنْ يَتَعَلَّمَ ـ وإِذَا بَخِلَ الْغَنِيُّ بِمَعْرُوفِه ـ بَاعَ الْفَقِيرُ آخِرَتَه بِدُنْيَاه.
يَا جَابِرُ مَنْ كَثُرَتْ نِعَمُ اللَّه عَلَيْه ـ كَثُرَتْ حَوَائِجُ النَّاسِ إِلَيْه ـ فَمَنْ قَامَ لِلَّه فِيهَا بِمَا يَجِبُ فِيهَا عَرَّضَهَا [٤٩١٩] لِلدَّوَامِ والْبَقَاءِ ومَنْ لَمْ يَقُمْ فِيهَا بِمَا يَجِبُ عَرَّضَهَا لِلزَّوَالِ والْفَنَاءِ.
٣٧٣ ـ ورَوَى ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ فِي تَارِيخِه : عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى الْفَقِيه ـ وكَانَ مِمَّنْ خَرَجَ لِقِتَالِ الْحَجَّاجِ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ ـ أَنَّه قَالَ فِيمَا كَانَ يَحُضُّ بِه النَّاسَ عَلَى الْجِهَادِ ـ إِنِّي سَمِعْتُ عَلِيّاً رَفَعَ اللَّه دَرَجَتَه فِي الصَّالِحِينَ ـ وأَثَابَه ثَوَابَ الشُّهَدَاءِ والصِّدِّيقِينَ ـ يَقُولُ يَوْمَ لَقِينَا أَهْلَ الشَّامِ.
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ ـ إِنَّه مَنْ رَأَى عُدْوَاناً يُعْمَلُ بِه ـ ومُنْكَراً يُدْعَى إِلَيْه ـ فَأَنْكَرَه بِقَلْبِه فَقَدْ سَلِمَ وبَرِئَ [٤٩٢٠] ـ ومَنْ أَنْكَرَه بِلِسَانِه فَقَدْ أُجِرَ ـ وهُوَ أَفْضَلُ مِنْ صَاحِبِه ـ ومَنْ أَنْكَرَه بِالسَّيْفِ ـ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّه هِيَ الْعُلْيَا وكَلِمَةُ الظَّالِمِينَ هِيَ السُّفْلَى ـ فَذَلِكَ الَّذِي أَصَابَ سَبِيلَ الْهُدَى ـ وقَامَ عَلَى الطَّرِيقِ ونَوَّرَ فِي قَلْبِه الْيَقِينُ.