أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي قَدْ سَيَّرْتُ جُنُوداً ـ هِيَ مَارَّةٌ بِكُمْ إِنْ شَاءَ اللَّه ـ وقَدْ أَوْصَيْتُهُمْ بِمَا يَجِبُ لِلَّه عَلَيْهِمْ ـ مِنْ كَفِّ الأَذَى وصَرْفِ الشَّذَا [٤٢٦٥] ـ وأَنَا أَبْرَأُ إِلَيْكُمْ وإِلَى ذِمَّتِكُمْ مِنْ مَعَرَّةِ [٤٢٦٦] الْجَيْشِ ـ إِلَّا مِنْ جَوْعَةِ الْمُضْطَرِّ [٤٢٦٧] لَا يَجِدُ عَنْهَا مَذْهَباً إِلَى شِبَعِه ـ فَنَكِّلُوا [٤٢٦٨] مَنْ تَنَاوَلَ مِنْهُمْ شَيْئاً ظُلْماً عَنْ ظُلْمِهِمْ ـ وكُفُّوا أَيْدِيَ سُفَهَائِكُمْ عَنْ مُضَارَّتِهِمْ ـ والتَّعَرُّضِ لَهُمْ فِيمَا اسْتَثْنَيْنَاه مِنْهُمْ ـ وأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِ الْجَيْشِ ـ فَارْفَعُوا إِلَيَّ مَظَالِمَكُمْ ـ ومَا عَرَاكُمْ مِمَّا يَغْلِبُكُمْ مِنْ أَمْرِهِمْ ـ ومَا لَا تُطِيقُونَ دَفْعَه إِلَّا بِاللَّه وبِي فَأَنَا أُغَيِّرُه بِمَعُونَةِ اللَّه إِنْ شَاءَ اللَّه.
٦١ ـ ومن كتاب له عليهالسلام
إلى كميل بن زياد النخعي وهو عامله على هيت ، ينكر عليه تركه دفع من يجتاز به من جيش العدو طالبا الغارة.
أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ تَضْيِيعَ الْمَرْءِ مَا وُلِّيَ وتَكَلُّفَه مَا كُفِيَ ـ لَعَجْزٌ حَاضِرٌ ورَأْيٌ مُتَبَّرٌ [٤٢٦٩] ـ وإِنَّ تَعَاطِيَكَ الْغَارَةَ عَلَى أَهْلِ قِرْقِيسِيَا [٤٢٧٠] ـ وتَعْطِيلَكَ مَسَالِحَكَ [٤٢٧١] الَّتِي وَلَّيْنَاكَ ـ لَيْسَ بِهَا مَنْ يَمْنَعُهَا ولَا يَرُدُّ الْجَيْشَ عَنْهَا ـ لَرَأْيٌ شَعَاعٌ [٤٢٧٢] ـ فَقَدْ صِرْتَ جِسْراً لِمَنْ أَرَادَ الْغَارَةَ ـ مِنْ أَعْدَائِكَ عَلَى أَوْلِيَائِكَ ـ غَيْرَ شَدِيدِ الْمَنْكِبِ [٤٢٧٣] ولَا مَهِيبِ الْجَانِبِ،