دمشق ، قال. بلى يا
امير المؤمنين؛ قال. من قرية يقال لها اسعاد طريق بانياس الجولة؟ فقال : بلى يا
امير المؤمنين؛ فقال : هل فيكم من يقدر على قطعة من الثلج؟ فقال ابو الغضب الثلج
في بلادنا كثير ، قال امير المؤمنين (ع) : بيننا وبين بلادكم مائتا فرسخ وخمسون
فرسخا؟ قال : نعم يا امير المؤمنين ، قال عمار : فمد (ع) يده وهو على منبر الكوفة
وردها وفيها قطعة من الثلج تقطر ماء ، ثم قال : لداية الكوفة ضعي هذا الثلج مما
يلي فرج هذه الجارية ، سترمي علقة وزنها خمسة وخمسون درهما ودانقان ، قال : فاخذتها
وخرجت بها من الجامع وجاءت بطست ووضعت الثلج على الموضع منها ، فرمت علقة كبيرة
فوزنتها الداية فوجدتها كما قال (ع) وكان قد امسك المطر عن الكوفة منذ خمس سنين ، فقال
اهل الكوفة ، استسق لنا يا امير المؤمنين ، فاشار بيده قبل السماء ، فدمدم الجو واسجم
وحمل مزنا ، وسال الغيث ، واقبلت الداية مع الجارية فوضعت العلقة بين يديه فقال : وزنتيها؟
فقالت : نعم يا امير المؤمنين وهي كما ذكرت ، فقال (ع) : وان كان مثقال حبة من
خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين ، ثم قال : يا ابا الغضب خذ ابنتك فو اللّه ما زنت
، ولكن دخلت الموضع فدخلت فيها هذه العلقة ، وهي بنت عشر سنين فربت في بطنها الى
وقتنا هذا ، فنهض ابوها وهو يقول اشهد انك تعلم ما في الارحام وما في الضمائر.
وحدثني ابو التحف علي بن محمد بن
ابراهيم المصري قال :