responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإحتجاج نویسنده : الطبرسي، أبو منصور    جلد : 2  صفحه : 477

و أما الأبواب المرضيون و السفراء الممدوحون في زمان الغيبة فأولهم الشيخ الموثوق به أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري نصبه أولا أبو الحسن علي بن محمد العسكري ثم ابنه أبو محمد الحسن فتولى القيام بأمورهما حال حياتهما ع ثم بعد ذلك قام‌

______________________________
- فلما سمع ذلك الحلاج من قوله و جوابه: علم أنّه قد أخطأ في مراسلته، و جهل في الخروج إليه بمذهبه، و أمسك عنه و لم يرد إليه جوابا، و لم يرسل إليه رسولا، و صيره أبو سهل- رضي اللّه عنه- أحدوثة و ضحكة و يظن به (أي يسخر) عند كل أحد، و شهر أمره عند الكبير و الصغير، و كان هذا الأمر سببا لكشف أمره، و تنفير الجماعة عنه.

و منهم: ابن أبي العزاقر، أخبرني الحسين بن إبراهيم عن أحمد بن نوح عن أبي نصر هبة اللّه بن محمّد بن أحمد الكاتب ابن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري «رضي اللّه عنه» (قال): كان أبو جعفر بن أبي العزاقر وجيها عند بني بسطام و ذلك أنّ الشيخ أبا القاسم «رضي اللّه تعالى عنه و أرضاه» كان قد جعل له عند الناس منزلة و جاها، فكان عند ارتداده يحكي كل كذب و بلاء، و كفر لبني بسطام و يسنده عن الشيخ أبي القاسم، فيقبلونه منه و يأخذونه عنه، حتى انكشف ذلك لأبي القاسم «رضي اللّه عنه» فأنكروه و أعظمه، و نهى بني بسطام عن كلامه و أمرهم بلعنه و البراءة منه فلم ينتهوا، و اقاموا على توليه و ذاك أنه كان يقول لهم:

إنني أذعت السر و قد أخذ عليّ الكتمان فعوقبت بالابعاد بعد الاختصاص، لأنّ الأمر عظيم لا يحتمله إلّا ملك مقرب أو نبي مرسل أو مؤمن ممتحن، فيؤكد في نفوسهم عظم الأمر و جلالته، فبلغ ذلك أبا القاسم «رضي اللّه عنه» فكتب إلى بني بسطام بلعنه و البراءة منه و ممن تابعه على قوله و أقام على توليه، فلما وصل إليهم أظهروه عليه فبكى بكاء عظيما ثمّ قال: إنّ لهذا القول باطنا عظيما و هو: أنّ اللعنة (الابعاد) فمعنى قوله لعنه اللّه أي: باعده اللّه عن العذاب و النار، و الآن قد عرفت منزلتي و مرغ خديه على التراب و قال: عليكم بالكتمان لهذا الأمر، قالت الكبيرة «رضي اللّه عنها»: و قد كنت أخبرت الشيخ أبا القاسم أنّ أم أبي جعفر ابن بسطام قالت لي يوما و قد دخلنا إليها فاستقبلتني و أعظمتني و زادت في إعظامي حتّى انكبت على رجلي تقبلها فأنكرت ذلك و قلت لها: مهلا يا ستي.

فقالت لي: إنّ الشيخ أبا جعفر محمّد بن عليّ قد كشف لنا السر. قالت: فقلت لها: و ما السر؟

قالت: قد أخذ علينا كتمانه، و أفزع إن أنا أذعته عوقبت.

قالت: و أعطيتها موثقا أنّي لا أكشفه لأحد و اعتقدت في نفسي الاستثناء بالشيخ «رضي اللّه عنه» يعني أبا القاسم الحسين بن روح.

قالت: إنّ الشيخ أبا جعفر قال لنا: إنّ روح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم انتقلت إلى أبيك يعني: أبا جعفر محمّد بن عثمان «رضي اللّه عنه» و روح أمير المؤمنين عليّ (ع) انتقلت إلى بدن الشيخ أبي القاسم الحسين بن روج، و روح مولاتنا فاطمة (ع) انتقلت إليك فكيف لا اعظمك يا ستنا؟.

فقلت لها: مهلا لا تفعلي فان هذا كذب يا ستنا.

فقالت لي: سر عظيم و قد أخذ علينا أننا لا نكشف هذا لأحد فاللّه اللّه فيّ لا يحل لي العذاب، و يا ستي لو لا أنك حملتني على كشفه ما كشفته لك و لا لأحد غيرك.

قالت الكبيرة أم كلثوم «رضي اللّه عنها» فلما انصرفت من عندها دخلت على الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح «رضي اللّه عنه» فأخبرته بالقصة و كان يثق بي و يركن إلى قولي.

فقال لي: يا بنية إياك أن تمضي إلى هذه المرأة بعد ما جرى منها، و لا تقبلي لها رقعة إن كاتبتك، و لا رسولا إن أنفذته إليك، و لا تلقيها بعد قولها، فهذا كفر باللّه تعالى و إلحاد قد أحكمه هذا الرجل الملعون في قلوب هؤلاء القوم ليجعله طريقا إلى أن يقول لهم: بأنّ اللّه تعالى اتحد به و حل فيه كما يقول النصارى في المسيح (ع) و يعدو الى قول الحلاج لعنه اللّه.

قالت: فهجرت بني بسطام، و تركت المضي إليهم، و لم أقبل لهم عذرا، و لا لقيت امهم بعدها، و شاع في بني نوبخت الحديث لم يبق أحد الا و تقدم إليه الشيخ أبو القاسم و كاتبه بلعن أبي جعفر الشلمغاني و البراءة منه و ممن يتولاه و رضي بقوله أو كلمه فضلا عن موالاته، ثمّ ظهر التوقيع من صاحب الزمان (ع) بلعن أبي جعفر محمّد بن عليّ و البراءة منه و ممن تابعة و شايعه و رضي بقوله و أقام على توليه بعد المعرفة بهذا التوقيع و له حكايات قبيحة ننزه كتابنا عن ذكرها، ذكرها ابن نوح و غيره.

نام کتاب : الإحتجاج نویسنده : الطبرسي، أبو منصور    جلد : 2  صفحه : 477
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست