جاء هذا الخبر على سبيل
التقدير لأنه قلما يتفق في الأثر أن يرد خبران مختلفان في حكم من الأحكام موافقين
للكتاب و السنة و ذلك مثل غسل الوجه و اليدين في الوضوء لأن الأخبار جاءت بغسلهما
مرة مرة و غسلهما مرتين مرتين فظاهر القرآن لا يقتضي خلاف ذلك بل يحتمل كلتا
الروايتين و مثل ذلك يؤخذ في أحكام الشرع.
و أما قوله ع للسائل
أرجه و قف عنده حتى تلقى إمامك أمره بذلك عند تمكنه من الوصول إلى الإمام فأما إذا
كان غائبا و لا يتمكن من الوصول إليه و الأصحاب كلهم مجمعون على الخبرين و لم يكن
هناك رجحان لرواة أحدهما على الآخر بالكثرة و العدالة كان الحكم بهما من باب
التخيير.
[1] الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين: أبو محمّد
الشيباني ثقة روى عن أبي الحسن موسى و الرضا عليهما السلام ذكره العلامة في القسم
الأول من خلاصته ص 43 و النجاشيّ في رجاله ص 40 و الشيخ في أصحاب الكاظم ص 347 من
رجاله.
[2] قال العلامة في القسم الأوّل من خلاصته ص 55
الحرث بن المغيرة النصري- بالنون و الصاد غير المعجمة- روى الكشّيّ عن محمّد بن
قولويه قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عبد اللّه بن
محمّد الحجال عن يونس بن يعقوب قال: كنا عند أبي عبد اللّه« ع» فقال: أ ما لكم من
مفزع! أ ما لكم من مستراح تستريحون إليه! ما يمنعكم من الحرث بن المغيرة النصري؟ و
روى حديثا في طريقه سجادة: أنه أهل الجنة.
و قال النجاشيّ: حارث بن المغيرة
النصري من بني نصر بن معاوية بصري عربي روى عن أبي جعفر الباقر و الصادق و الكاظم«
ع» و عن زيد بن عليّ عليه السلام ثقة ثقة.
[3] قال النجاشيّ ص 146 من رجاله:« سماعة بن مهران
بن عبد الرحمن الحضرمي مولى عبد بن وائل بن حجر الحضرمي يكنى: أبا ناشرة و قيل:
أبا محمّد كان يتجر في القز و يخرج به إلى حران، و نزل من الكوفة كندة، روى عن أبي
عبد اللّه و أبي الحسن« ع» و مات بالمدينة ثقة و له بالكوفة مسجد بحضرموت و هو
مسجد زرعة بن محمّد الحضرمي بعده، و ذكره أحمد بن الحسين رحمه اللّه و أنّه وجد في
بعض الكتب أنّه مات سنة خمس و أربعين و مائة في حياة أبي عبد اللّه، و ذلك أنّ أبا
عبد اللّه« ع» قال: إن رجعت لم ترجع إلينا فأقام عنده فمات في تلك السنة، و كان--
نحوا من ستين سنة و ليس أعلم كيف هذه الحكاية لأنّ سماعة روى عن أبي الحسن و هذه
الحكاية يتضمن أنّه مات في حياة أبي عبد اللّه« ع» و اللّه أعلم. له كتاب يرويه
عنه جماعة كثيرة« الخ» و ذكره الشيخ في أصحاب الصادق ص 204 و في أصحاب الكاظم ص
315.