responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإحتجاج نویسنده : الطبرسي، أبو منصور    جلد : 1  صفحه : 186

اسْتَقَالُونَا وَ اسْتَرَاحُوا إِلَى كِتَابِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ فَالرَّأْيُ الْقَبُولُ مِنْهُمْ وَ التَّنْفِيسُ عَنْهُمْ‌[1] فَقُلْتُ لَكُمْ هَذَا أَمْرٌ ظَاهِرُهُ إِيمَانٌ وَ بَاطِنُهُ عُدْوَانٌ وَ أَوَّلُهُ رَحْمَةٌ وَ آخِرُهُ نَدَامَةٌ فَأَقِيمُوا عَلَى شَأْنِكُمْ وَ الْزَمُوا طَرِيقَتَكُمْ وَ عَضُّوا عَلَى الْجِهَادِ بَنَوَاجِذِكُمْ‌[2] وَ لَا تَلْتَفِتُوا إِلَى نَاعِقٍ نَعَقَ‌[3] إِنْ أُجِيبَ أَضَلَّ وَ إِنْ تُرِكَ ذَلَّ فَلَقَدْ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ وَ إِنَّ الْقَتْلَ لَيَدُورُ بَيْنَ الْآبَاءِ وَ الْأَبْنَاءِ وَ الْإِخْوَانِ وَ الْقَرَابَاتِ فَمَا نَزْدَادُ عَلَى كُلِّ مُصِيبَةٍ وَ شِدَّةٍ إِلَّا إِيمَاناً وَ مُضِيّاً عَلَى الْحَقِّ وَ تَسْلِيماً لِلْأَمْرِ وَ صَبْراً عَلَى مَضَضِ الْجِرَاحِ‌[4] وَ لَكِنَّا إِنَّمَا أَصْبَحْنَا نُقَاتِلُ إِخْوَانَنَا فِي الْإِسْلَامِ- عَلَى مَا دَخَلَ فِيهِ مِنَ الزَّيْغِ وَ الِاعْوِجَاجِ‌[5] وَ الشُّبْهَةِ وَ التَّأْوِيلِ فَإِذَا طَمِعْنَا فِي خَصْلَةٍ يَلُمُّ اللَّهُ بِهَا شَعَثَنَا وَ نَتَدَانَى بِهَا إِلَى الْبَقِيَّةِ فِيمَا بَيْنَنَا رَغِبْنَا فِيهَا وَ أَمْسَكْنَا عَمَّا سِوَاهَا وَ قَالَ ع فِي التَّحْكِيمِ‌[6] إِنَّا لَمْ نُحَكِّمِ الرِّجَالَ‌[7] وَ إِنَّمَا حَكَّمْنَا الْقُرْآنَ وَ هَذَا الْقُرْآنُ إِنَّمَا هُوَ خَطٌّ مَسْطُورٌ بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ لَا يَنْطِقُ بِلِسَانٍ وَ لَا بُدَّ لَهُ مِنْ تَرْجُمَانٍ وَ إِنَّمَا يَنْطِقُ عَنْهُ الرِّجَالُ وَ لَمَّا أَنْ دَعَانَا الْقَوْمُ إِلَى أَنْ يَحْكُمَ بَيْنَنَا الْقُرْآنُ لَمْ نَكُنِ الْفَرِيقَ الْمُتَوَلِّيَ عَنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ- فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْ‌ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَ الرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ[8] فَرَدُّهُ إِلَى اللَّهِ أَنْ نَحْكُمَ بِكِتَابِهِ- وَ رَدُّهُ إِلَى الرَّسُولِ أَنْ نَأْخُذَ بِسُنَّتِهِ فَإِذَا حُكِمَ بِالصِّدْقِ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَنَحْنُ أَحَقُّ النَّاسِ بِهِ وَ إِذَا حُكِمَ بِسُنَّةِ رَسُولِهِ فَنَحْنُ أَوْلَاهُمْ بِهِ‌[9] وَ أَمَّا قَوْلُكُمْ لِمَ جَعَلْتَ بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُمْ أَجَلًا فِي التَّحْكِيمِ فَإِنَّمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ لِيَتَبَيَّنَ الْجَاهِلُ‌[10] وَ يَتَثَبَّتَ الْعَالِمُ‌[11] وَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ فِي هَذِهِ الْهُدْنَةِ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ لَا تُؤْخَذَ بِأَكْظَامِهَا[12] فَتَعْجَلَ عَنْ تَبَيُّنِ الْحَقِ‌


[1] نفس عنه: فرج عنه.

[2] النواجذ من الأسنان- بالذال المعجمة-: الضواحك و هي: التي تبدو عند الضحك.

[3] النعيق: صوت الراعي بغنمه يريد( ع) لا تتبعوا كل داع الى ضلالة.

[4] المضض: وجع المصيبة.

[5] الزيغ: الميل عن الحق.

[6] تجد هذا الكلام في ج 2 ص 7 من نهج البلاغة.

[7] هذا ردّ على قولهم- بعد ان حملوه على التحكيم-:« لم حكمت الرجال لا حكم الا للّه» فردهم( ع) بهذا القول، لأنّ القوم انما دعوه لتحكيم القرآن، لا لتحكيم الرجلين، و حيث ان القرآن صامت يحتاج الى ترجمان اضطر( ع) الى تحكيم الرجال، و القرآن في الواقع هو الحكم، و قد اشترط على الحكمين ان يحكما بكتاب اللّه و سنّة رسوله فلما خالفا الشرط بطل تحكيمهما و لم يلزمه اتباع قولهما.

[8] الآية 59 النساء-

حين دعاه القوم لتحكيم القرآن لم يكن( ع) ليتخلف حتّى ينطبق عليه قوله تعالى‌ وَ إِذا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ..

[9] أي: أحق بكتاب اللّه و أولى برسوله( ص).

[10] أي ليظهر له وجه الحق.

[11] أي: يطمئن قلبه بدفع الشبه.

[12] الأكظام جمع كظم- بالتحريك- و هو: مخرج النفس من الحلق.

نام کتاب : الإحتجاج نویسنده : الطبرسي، أبو منصور    جلد : 1  صفحه : 186
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست