احتجاجه ع على الخوارج[1]
لما حملوه على التحكم ثم أنكروا عليه ذلك و نقموا عليه أشياء فأجابهم ع عن ذلك
بالحجة و بين لهم أن الخطأ من قبلهم بل و إليهم يعود
الخوارج: كل من خرج على الإمام
الحق الذي اتفقت الجماعة عليه يسمى خارجيا سواء كان الخروج في أيّام الصحابة على
الأئمة الراشدين، أو كان بعدهم على التابعين باحسان، و الأئمة في كل زمان( قال)
اعلم: ان اول من خرج على أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب( ع) جماعة ممن كان معه
في حرب صفّين، و أشدهم خروجا عليه و مروقا من الدين« الأشعث بن قيس» و« مسعود بن
فدكي التميمي» و« زيد بن حصين الطائي» حين قالوا:« القوم يدعوننا الى كتاب اللّه و
أنت تدعونا الى السيف» حتى قال: أنا أعلم بما في كتاب اللّه انفروا الى بقية
الأحزاب انفروا الى من يقول: كذب اللّه و رسوله و أنتم تقولون: صدق اللّه و رسوله
قالوا: لترجعن الأشتر عن قتال المسلمين و الا لنفعلن بك كما فعلنا بعثمان فاضطر
الى ردّ الأشتر بعد ان هزم الجمع و ولوا مدبرين، و ما بقي منهم الا شرذمة قليلة
فيهم حشاشة قوة، فامتثل الأشتر أمره، و كان من أمر الحكمين ان الخوارج حملوه على
التحكيم أولا، و كان يريد أن يبعث عبد اللّه بن عبّاس فما رضى الخوارج بذلك و قالوا:
هو منك، فحملوه على بعث أبي موسى الأشعري- على أن يحكما بكتاب اللّه تعالى- فجرى
الأمر على خلاف ما رضي به فلما لم يرض بذلك خرجت الخوارج عليه و قالوا: لم حكمت
الرجال؟ و لا حكم الّا اللّه.
[2] العقدة: الرأي و الحزم أي هذا جزاؤكم حين
تركتم الرأي الحازم الذي أمرتكم به فوقعتم في الحيرة و الشك من جراء عنادكم و
اتباعكم أهواءكم.
[3] المكروه: الحرب إشارة الى قوله تعالى: فعسى ان
تكرهوا شيئا و يجعل اللّه فيه خيرا كثيرا.
[4] يريد( ع) بالاعوجاج العصيان و بالتقويم
الإرشاد فان ابيتم و لم تسمعوا النصيحة تداركتكم بالاستنجاد بغيركم و اخذتكم
بالقوة و القهر.
[5] هذا هو الطريق و لكن بمن أستعين في هذا الأمر،
والى من أرجع.
[6] نقش الشوكة: إذا استخرجها من جسمه و منه سمي«
المنقاش» الذي ينقش به و الضلع- بالتّحريك- الميل و الطبع.
يريد( ع) أن طباع بعضهم تشبه طباع
بعضهم الآخر و ميولهم متماثلة، كما تميل الشوكة لمثلها و هذا مثل للعرب:« لا تنقش
الشوكة بالشوكة فإن ضلعها معها» أي إذا استخرجت الشوكة بمثلها فسوف تنكسر في رجلك
كما انكسرت الأولى.