قَالَ: لَمَّا خَطَبَ أَبُو بَكْرٍ قَامَ إِلَيْهِ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَ كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ أَوَّلُ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ قَالَ يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا مَرْضَاةَ اللَّهِ وَ أَثْنَى اللَّهُ عَلَيْهِمْ فِي الْقُرْآنِ وَ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ الَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَ الْإِيمانَ وَ أَثْنَى اللَّهَ عَلَيْهِمْ فِي الْقُرْآنِ تَنَاسَيْتُمْ أَمْ نَسِيتُمْ أَمْ بَدَّلْتُمْ أَمْ غَيَّرْتُمْ أَمْ خَذَلْتُمْ أَمْ عَجَزْتُمْ أَ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَامَ فِينَا مَقَاماً أَقَامَ فِيهِ عَلِيّاً فَقَالَ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهَذَا مَوْلَاهُ يَعْنِي عَلِيّاً وَ مَنْ كُنْتُ نَبِيَّهُ فَهَذَا أَمِيرُهُ أَ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ يَا عَلِيُّ أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى طَاعَتُكَ وَاجِبَةٌ عَلَى مَنْ بَعْدِي كَطَاعَتِي فِي حَيَاتِي غَيْرَ أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي أَ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ أُوصِيكُمْ بِأَهْلِ بَيْتِي خَيْراً فَقَدِّمُوهُمْ وَ لَا تَقَدَّمُوهُمْ وَ أَمِّرُوهُمْ وَ لَا تَأَمَّرُوا عَلَيْهِمْ أَ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ أَهْلُ بَيْتِي مَنَارُ الْهُدَى وَ الدَّالُّونَ عَلَى اللَّهِ أَ وَ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ لِعَلِيٍّ ع أَنْتَ الْهَادِي لِمَنْ ضَلَّ أَ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ عَلِيٌّ الْمُحْيِي لِسُنَّتِي وَ مُعَلِّمُ أُمَّتِي وَ الْقَائِمُ بِحُجَّتِي وَ خَيْرُ مَنْ أُخَلِّفُ مِنْ بَعْدِي وَ سَيِّدُ أَهْلِ بَيْتِي وَ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ طَاعَتُهُ كَطَاعَتِي عَلَى أُمَّتِي- أَ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ كَانَ مَنْزِلُهُمَا فِي أَسْفَارِهِمَا وَاحِداً وَ ارْتِحَالُهُمَا وَاحِداً أَ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ لَمْ يُوَلِّ عَلَى عَلِيٍّ أَحَداً مِنْكُمْ وَ وَلَّاهُ فِي كُلِّ غَيْبَتِهِ عَلَيْكُمْ أَ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ قَالَ إِذَا غِبْتُ فَخَلَّفْتُ عَلَيْكُمْ عَلِيّاً فَقَدْ خَلَّفْتُ فِيكُمْ رَجُلًا كَنَفْسِي أَ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَبْلَ مَوْتِهِ قَدْ جَمَعَنَا فِي بَيْتِ ابْنَتِهِ فَاطِمَةَ ع فَقَالَ لَنَا إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ أَنِ اتَّخِذْ أَخاً مِنْ أَهْلِكَ فَاجْعَلْهُ نَبِيّاً وَ اجْعَلْ أَهْلَهُ لَكَ وَلَداً أُطَهِّرْهُمْ مِنَ الْآفَاتِ وَ أُخَلِّصْهُمْ مِنَ الرَّيْبِ فَاتَّخَذَ مُوسَى هَارُونَ أَخاً- وَ وُلْدَهُ أَئِمَّةً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِهِ الَّذِينَ يَحُلُّ لَهُمْ فِي مَسَاجِدِهِمْ مَا يَحُلُّ لِمُوسَى وَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوْحَى إِلَيَّ أَنِ اتَّخِذْ عَلِيّاً أَخاً كَمَا أَنَّ مُوسَى اتَّخَذَ هَارُونَ أَخاً وَ اتَّخِذْ وُلْدَهُ وُلْداً فَقَدْ طَهَّرْتُهُمْ كَمَا طَهَّرْتُ وُلْدَ هَارُونَ إِلَّا أَنِّي قَدْ خَتَمْتُ بِكَ النَّبِيِّينَ فَلَا نَبِيَّ بَعْدَكَ فَهُمُ الْأَئِمَّةُ الْهَادِيَةُ أَ فَمَا تُبْصِرُونَ أَ فَمَا تَفْهَمُونَ أَ فَمَا تَسْمَعُونَ ضُرِبَ عَلَيْكُمُ الشُّبُهَاتُ فَكَانَ مَثَلُكُمْ كَمَثَلِ رَجُلٍ فِي سَفَرٍ فَأَصَابَهُ عَطَشٌ شَدِيدٌ حَتَّى خَشِيَ أَنْ يَهْلِكَ فَلَقِيَ رَجُلًا هَادِياً فِي الطَّرِيقِ فَسَأَلَهُ عَنِ الْمَاءِ فَقَالَ لَهُ أَمَامَكَ عَيْنَانِ إِحْدَاهُمَا مَالِحَةٌ وَ الْأُخْرَى عَذْبَةٌ فَإِنْ أَصَبْتَ الْمَالِحَةَ ضَلَلْتَ وَ إِنْ أَصَبْتَ الْعَذْبَةَ هُدِيتَ وَ رَوِيتَ فَهَذَا مَثَلُكُمْ أَيَّتُهَا الْأُمَّةُ الْمُهْمَلَةُ كَمَا زَعَمْتُمْ وَ ايْمُ