responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإحتجاج نویسنده : الطبرسي، أبو منصور    جلد : 1  صفحه : 104

أَلَا وَ قَدْ أَرَى أَنْ قَدْ أَخْلَدْتُمْ إِلَى الْخَفْضِ‌[1]- وَ أَبْعَدْتُمْ مَنْ هُوَ أَحَقُّ بِالْبَسْطِ وَ الْقَبْضِ وَ خَلَوْتُمْ بِالدَّعَةِ[2] وَ نَجَوْتُمْ بِالضِّيقِ مِنَ السَّعَةِ فَمَجَجْتُمْ مَا وَعَيْتُمْ وَ دَسَعْتُمُ الَّذِي تَسَوَّغْتُمْ‌[3] فَ إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ أَلَا وَ قَدْ قُلْتُ مَا قُلْتُ هَذَا عَلَى مَعْرِفَةٍ مِنِّي بِالْجِذْلَةِ الَّتِي خَامَرَتْكُمْ‌[4] وَ الْغَدْرَةِ الَّتِي اسْتَشْعَرَتْهَا قُلُوبُكُمْ وَ لَكِنَّهَا فَيْضَةُ النَّفْسِ وَ نَفْثَةُ الْغَيْظِ وَ خَوَرُ الْقَنَاةِ[5] وَ بَثَّةُ الصَّدْرِ وَ تَقْدِمَةُ الْحُجَّةِ فَدُونَكُمُوهَا فَاحْتَقِبُوهَا دَبِرَةَ[6] الظَّهْرِ نَقِبَةَ الْخُفِ‌[7] بَاقِيَةَ الْعَارِ مَوْسُومَةً بِغَضَبِ الْجَبَّارِ وَ شَنَارِ الْأَبَدِ مَوْصُولَةً بِنَارِ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ فَبِعَيْنِ اللَّهِ مَا تَفْعَلُونَ وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ‌ وَ أَنَا ابْنَةُ نَذِيرٍ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ فَاعْمَلُوا إِنَّا عامِلُونَ وَ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ‌ فَأَجَابَهَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ وَ قَالَ يَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ لَقَدْ كَانَ أَبُوكِ بِالْمُؤْمِنِينَ عَطُوفاً كَرِيماً رَءُوفاً رَحِيماً وَ عَلَى الْكَافِرِينَ عَذَاباً أَلِيماً وَ عِقَاباً عَظِيماً إِنْ عَزَوْنَاهُ وَجَدْنَاهُ أَبَاكِ دُونَ النِّسَاءِ وَ أَخَا إِلْفِكِ دُونَ الْأَخِلَّاءِ[8] آثَرَهُ عَلَى كُلِّ حَمِيمٍ وَ سَاعَدَهُ فِي كُلِّ أَمْرٍ جَسِيمٍ لَا يُحِبُّكُمْ إِلَّا سَعِيدٌ وَ لَا يُبْغِضُكُمْ إِلَّا شَقِيٌ‌[9] بَعِيدٌ فَأَنْتُمْ عِتْرَةُ رَسُولِ اللَّهِ الطَّيِّبُونَ الْخِيَرَةُ الْمُنْتَجَبُونَ عَلَى الْخَيْرِ أَدِلَّتُنَا وَ إِلَى الْجَنَّةِ مَسَالِكُنَا وَ أَنْتِ يَا خِيَرَةَ النِّسَاءِ وَ ابْنَةَ خَيْرِ الْأَنْبِيَاءِ صَادِقَةٌ فِي قَوْلِكِ سَابِقَةٌ فِي وُفُورِ عَقْلِكِ غَيْرُ مَرْدُودَةٍ عَنْ حَقِّكِ وَ لَا مَصْدُودَةٍ عَنْ صِدْقِكِ وَ اللَّهِ مَا عَدَوْتُ رَأْيَ رَسُولِ اللَّهِ وَ لَا عَمِلْتُ إِلَّا بِإِذْنِهِ وَ الرَّائِدُ لَا يَكْذِبُ أَهْلَهُ- وَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَ كَفَى بِهِ شَهِيداً أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ نَحْنُ مَعَاشِرَ الْأَنْبِيَاءِ لَا نُورَثُ ذَهَباً وَ لَا فِضَّةً وَ لَا دَاراً وَ لَا عَقَاراً وَ إِنَّمَا نُورَثُ الْكِتَابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ الْعِلْمَ وَ النُّبُوَّةَ وَ مَا كَانَ لَنَا مِنْ طُعْمَةٍ فَلِوَلِيِّ الْأَمْرِ بَعْدَنَا أَنْ يَحْكُمَ فِيهِ بِحُكْمِهِ‌[10] وَ قَدْ جَعَلْنَا مَا حَاوَلْتِهِ فِي الْكُرَاعِ وَ السِّلَاحِ يُقَاتِلُ بِهَا الْمُسْلِمُونَ وَ يُجَاهِدُونَ‌


[1] أخلدتم: ملتم. و الخفض: السعة و الخصب و اللين.

[2] الدعة: الراحة و السكون.

[3] الدسع: القي‌ء، و تسوغ الشراب: شربه بسهولة.

[4] الجذلة: ترك النصر، خامتكم: خالطتكم.

[5] الخور: الضعف، و القناة: الرمح. و المراد من ضعف القناة هنا: ضعف النفس عن الصبر على الشدة.

[6] فاحتقبوها: أي احملوها على ظهوركم، و دبر البعير: أصابته الدبرة بالتحريك و هي جراحة تحدث من الرحل.

[7] نقب خف البعير: رق و تثقب.

[8] الإلف: هو الأليف بمعنى المألوف، و المراد هنا، الزوج لأنّه إلف الزوجة و في بعض النسخ« ابن عمك».

[9] في ذخائر العقبى،- لمحب الدين الطبريّ- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله« لا يحبنا أهل البيت إلّا مؤمن تقيّ، و لا يبغضنا إلّا منافق شقي» أخرجه الملا.

[10] نقل الإمام المجاهد السيّد عبد الحسين شرف الدين« قدّس سرّه» في كتابه الجليل« النصّ و الاجتهاد» عن الأستاذ المصري المعاصر محمود أبو رية ما يلي:

« قال»: بقي أمر لا بدّ أن نقول فيه كلمة صريحة، ذلك هو موقف أبي بكر من فاطمة رضي اللّه عنها بنت رسول اللّه( ص) و ما فعل معها في ميراث أبيها، لأنا إذا سلّمنا بأنّ خبر الآحاد الظني يخصص الكتاب القطعي، و أنّه قد ثبت أنّ النبيّ--( ص) قد قال إنّه لا يورث، و أنّه لا تخصيص في عموم هذا الخبر، فإنّ أبا بكر كان يسعه أن يعطي فاطمة رضي اللّه عنها بعض تركة أبيها( ص) كأن يخصها بفدك، و هذا من حقه الذي ليس يعارضه فيه أحد، إذ يجوز للخليفة أن يخص من يشاء بما يشاء.

قال: و قد خص هو نفسه الزبير بن العوام و محمّد بن مسلمة و غيرهما ببعض متروكات النبيّ صلّى اللّه عليه و آله على أنّ فدكا هذه التي منعها أبو بكر لم تلبث أن أقطعها الخليفة عثمان لمروان، هذا كلامه بنصه.

ثمّ عقّب السيّد« ره» قائلا: و نقل ابن أبي الحديد عن بعض السلف كلاما مضمونه العتب على الخليفتين و العجب منهما في مواقفهما مع الزهراء بعد أبيها( ص) قالوا في آخره:« و قد كان الأجل أن يمنعهما التكرم عما ارتكباه من بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فضلا عن الدين» فذيله ابن أبي الحديد بقوله:« هذا الكلام لا جواب عنه» النصّ و الاجتهاد ص 123/ 124.

نام کتاب : الإحتجاج نویسنده : الطبرسي، أبو منصور    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست