الْإِسْلَامِ مَا هَذِهِ الْغَمِيزَةُ فِي حَقِّي[1] وَ السِّنَةُ عَنْ ظُلَامَتِي؟[2] أَ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَبِي يَقُولُ الْمَرْءُ يُحْفَظُ فِي وُلْدِهِ سَرْعَانَ مَا أَحْدَثْتُمْ وَ عَجْلَانَ ذَا إِهَالَةٍ[3] وَ لَكُمْ طَاقَةٌ بِمَا أُحَاوِلُ وَ قُوَّةٌ عَلَى مَا أَطْلُبُ وَ أُزَاوِلُ أَ تَقُولُونَ مَاتَ مُحَمَّدٌ ص فَخَطْبٌ جَلِيلٌ اسْتَوْسَعَ وَهْنُهُ وَ اسْتَنْهَرَ فَتْقُهُ[4] وَ انْفَتَقَ رَتْقُهُ وَ أَظْلَمَتِ الْأَرْضُ لِغَيْبَتِهِ وَ كَسَفَتِ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ وَ انْتَثَرَتِ النُّجُومُ لِمُصِيبَتِهِ وَ أَكْدَتِ[5] الْآمَالُ وَ خَشَعَتِ الْجِبَالُ وَ أُضِيعَ الْحَرِيمُ وَ أُزِيلَتِ الْحُرْمَةُ عِنْدَ مَمَاتِهِ فَتِلْكَ وَ اللَّهِ النَّازِلَةُ الْكُبْرَى وَ الْمُصِيبَةُ الْعُظْمَى لَا مِثْلُهَا نَازِلَةٌ وَ لَا بَائِقَةٌ[6] عَاجِلَةٌ أَعْلَنَ بِهَا كِتَابُ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ فِي أَفْنِيَتِكُمْ وَ فِي مُمْسَاكُمْ وَ مُصْبَحِكُمْ يَهْتِفُ فِي أَفْنِيَتِكُمْ هُتَافاً وَ صُرَاخاً وَ تِلَاوَةً وَ إِلْحَاناً وَ لَقَبْلَهُ مَا حَلَّ بِأَنْبِيَاءِ اللَّهِ وَ رُسُلِهِ حُكْمٌ فَصْلٌ وَ قَضَاءٌ حَتْمٌ- وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ[7] إِيهاً بَنِي قَيْلَةَ[8] أَ أُهْضِمَ تُرَاثُ أَبِي- وَ أَنْتُمْ بِمَرْأًى مِنِّي وَ مَسْمَعٍ وَ مُنْتَدًى[9] وَ مَجْمَعٍ تَلْبَسُكُمُ الدَّعْوَةُ وَ تَشْمَلُكُمُ الْخِبْرَةُ وَ أَنْتُمْ ذَوُو الْعَدَدِ وَ الْعُدَّةِ وَ الْأَدَاةِ وَ الْقُوَّةِ وَ عِنْدَكُمُ السِّلَاحُ وَ الْجُنَّةُ[10] تُوَافِيكُمُ الدَّعْوَةُ فَلَا تُجِيبُونَ وَ تَأْتِيكُمُ الصَّرْخَةُ فَلَا تُغِيثُونَ وَ أَنْتُمْ مَوْصُوفُونَ بِالْكِفَاحِ مَعْرُوفُونَ بِالْخَيْرِ وَ الصَّلَاحِ وَ النُّخْبَةُ الَّتِي انْتُخِبَتْ وَ الْخِيَرَةُ الَّتِي اخْتِيرَتْ لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ قَاتَلْتُمُ الْعَرَبَ وَ تَحَمَّلْتُمُ الْكَدَّ وَ التَّعَبَ وَ نَاطَحْتُمُ الْأُمَمَ وَ كَافَحْتُمُ[11] الْبُهَمَ لَا نَبْرَحُ أَوْ تَبْرَحُونَ[12] نَأْمُرُكُمْ فَتَأْتَمِرُونَ حَتَّى إِذَا دَارَتْ بِنَا رَحَى الْإِسْلَامِ وَ دَرَّ حَلَبُ الْأَيَّامِ وَ خَضَعَتْ ثَغْرَةُ الشِّرْكِ وَ سَكَنَتْ فَوْرَةُ الْإِفْكِ وَ خَمَدَتْ نِيرَانُ الْكُفْرِ وَ هَدَأَتْ دَعْوَةُ الْهَرْجِ وَ اسْتَوْسَقَ نِظَامُ الدِّينِ[13] فَأَنَّى حُزْتُمْ بَعْدَ الْبَيَانِ وَ أَسْرَرْتُمْ بَعْدَ الْإِعْلَانِ وَ نَكَصْتُمْ بَعْدَ الْإِقْدَامِ وَ أَشْرَكْتُمْ بَعْدَ الْإِيمَانِ بُؤْساً لِقَوْمٍ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَ هَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ وَ هُمْ بَدَؤُكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَ تَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ-
[1] الغميزة:- بفتح الغين المعجمة و الزاي- ضعفة في العمل.
[2] السنة- بالكسر-: النوم الخيف.
[3] إهالة: بكسر الهمزة الدسم. و سرعان ذا إهالة مثل يضرب لمن يخبر بكينونة الشيء قبل وقته.
[4] الوهن: الخرق، و استنهر: اتسع.
[5] أكدت: قل خيرها.
[6] بائقة: داهية.
[7] آل عمران: 144.
[8] بنو قيلة، قبيلتا الأنصار: الأوس و الخزرج.
[9] المنتدى: المجلس.
[10] الجنة- بالضم-: ما استترت به من السلاح.
[11] و في بعض النسخ« كالحتم».
[12] لا نبرح: لا نزال.
[13] استوسق: اجتمع.