نام کتاب : نهج البيان عن كشف معاني القرآن نویسنده : الشيباني، محمد بن الحسن جلد : 5 صفحه : 382
ربّك [١] من الثّواب والملك في الآخرة والجنّة والشّفاعة ، في
أمّتك ، ما يرضيك.
ثمّ عدّد نعمه
على نبيّه ـ عليه السّلام ـ فقال : (أَلَمْ يَجِدْكَ
يَتِيماً فَآوى) (٦) :
السدّي ، عن
ابن عبّاس قال : فآواك إلى جدّك ؛ عبد المطّلب ، وإلى عمّك ؛ أبي طالب ـ رحمة الله
عليهما ـ وضمّك إليهما فأحسنا تربيتك [٢].
وكان ـ عليه
السّلام ـ يسمّى : يتيم [٣] أبي طالب ، لأنّه كفله وربّاه ونصره. ولم يزل ذلك اسمه
حتّى تزّوج بخديجة بنت خويلد ـ رحمة الله عليها ـ فأغنته بما لها.
وكان الّذي
تولّى تزويجه بها عمّه ؛ أبو طالب ، وخطب الخطبة حيث حضر وكفل على نفسه الصّداق ،
وساق إليها [٤] عشرين بكرة.
فقال في خطبته
: الحمد لله الّذي جعلنا من ذرّيّة إبراهيم وفرع إسماعيل ، وجعل لنا بلدا حراما
وبيتا محجوجا ، وجعلنا الحكّام على النّاس. وبعد : فإن ابن أخي هذا من لا يوازنه
فتى من قريش إلّا رجح به فضلا وعلما وكرما ونبلا ، وإن كان في المال قلّا. فإنّما
المال ظلّ زائل ، وعارية مستردّة. وله في خديجة بيت خويلد رغبة ولها فيه [٥] مثل ذلك ، وما
أحببتم من الصّداق فعليّ.
ثمّ ساق إليهم
الصّداق عشرين بكرة. وأجمع علماء الإسلام والجاهليّة ، أنّ هذه الخطبة أفضل خطب
الجاهليّة وأفصحها.