قوله ـ تعالى ـ
: (لِكُلِّ امْرِئٍ
مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ) (٣٧) ؛ أي : كلّ منهم مشغول بنفسه يوم القيامة عن أهله وأحبّائه.
(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ
مُسْفِرَةٌ) (٣٨) ؛ أي : مضيئة مشرقة ؛ يعني : وجوه المؤمنين [٣].
(وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ
عَلَيْها غَبَرَةٌ) (٤٠) ؛ أي : غبار ؛ يعني : وجوه الكافرين.
(تَرْهَقُها قَتَرَةٌ) (٤١) ؛ أي : يغشاها قتار وقتام ؛ يغشاها كسوف وسواد من أثر الغبار ؛ يعني :
وجوه الكفر الفجره [٤].
[١] روي الصّدوق
مسندا عن الحسين بن علي عليهم السّلام قال : كان عليّ بن أبي طالب عليه السّلام
بالكوفة في الجامع إذا قام إليه رجل من أهل الشّام فسأله عن مسائل فكان فيما سأله
أن قال : أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ : (يَوْمَ
يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ)
من هم؟ فقال عليه السّلام : قابيل يفرّ من هابيل ، والّذي يفرّ من أمّه موسى ،
والّذي يفرّ من أبيه إبراهيم ، والّذي يفرّ من صاحبته لوط ، والّذي يفرّ من ابنه
نوح ، يفرّ من ابنه كنعان. قال الصّدوق ـ رضى الله عنه ـ إنّما يفرّ موسى من أمّه
خشية أن يكون قصّر فيما وجب عليه من حقّها ، وإبراهيم إنّما يفرّ من الأب المربي
المشرك لا من الأب الوالد وهو تارخ. الخصال ١ / ٣١٨ ، وعنه البرهان ٤ / ٤٢٩ وكنز
الدقائق ١٤ / ١٣٩ ونور الثقلين ٥ / ٥١٢ والبحار ٧ / ١٠٥ وج ١٠ / ٨٠ وج ١١ / ٣١٧ وج
١٢ / ٣٦ وج ١٣ / ٦.