نام کتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 38
(٤) القرآن كمصدر
تاريخي
القرآن الكريم
كمصدر تاريخي لا ريب أنه أصدق المصادر وأصحها على الاطلاق ، فهو موثوق السند ـ كما
بينّا آنفا ـ ثم هو قبل ذلك وبعده كتاب الله الذي (لا يَأْتِيهِ
الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ
حَمِيدٍ)[١] ، ومن ثم فلا سبيل إلى الشك في صحة نصه [٢] بحال من الأحوال ، لأنه ذو وثاقة تاريخية لا تقبل الجدل
، فقد دون في البداية بإملاء الرسول ، (صلىاللهعليهوسلم) ، وتلي فيما بعد وحمل تصديقه النهائي قبل وفاته [٣] ، ولأن القصص القرآني إنما هو أنباء وأحداث تاريخية ،
لم تلتبس بشيء من الخيال ، ولم يدخل عليها شيء غير الواقع [٤] ، وأنه كما يقول سبحانه وتعالى (وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ
نَزَلَ)[٥] ، ثم أن الله عزوجل قد تعهد ـ كما أشرنا من قبل ـ بحفظه دون تحريف أو
تبديل.
ويرى الدكتور
دراز أن تسمية القرآن الكريم ، بالقرآن وبالكتاب ، إنما تعني الأولى كونه متلوا
بالألسن ، بينما تعني الثانية كونه مدونا بالأقلام ، وأن في تسمية القرآن الكريم
بهذين الاسمين ، إشارة إلى أن الله سوف يحفظه في موضعين ، لا في موضع واحد ، أعني
أنه يجب حفظه في الصدور والسطور جميعا ، أن تضل إحداهما فتذكر الأخرى ، فلا ثقة
لنا لحفظ حافظ ، حتى يوافق الرسم المجمع عليه من الأصحاب ، المنقول إلينا جيلا بعد
جيل على هيئته التي وضع عليها أول مرة ، ولا ثقة لنا بكتابة كاتب حتى يوافق ما هو
عند الحفاظ بالإسناد الصحيح