نام کتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 37
ذلك لأن القرآن الكريم كان كله مسجلا في صحف ـ وإن كانت مفرقة ـ وفي صدور
الصحابة ، قبل أن ينتقل الرسول (صلىاللهعليهوسلم) إلى الرفيق الأعلى ، وأنه قد جمع في مصحف واحد على
أيام الصديق ، وأن هذا المصحف قد أودع عنده ، ثم عند الفاروق من بعده ، ثم عند
حفصة أم المؤمنين [١] ، وفي عهد عثمان ـ رضياللهعنهم أجمعين ـ نسخت منه عدة نسخ أرسلت إلى الآفاق الإسلامية
، بمشورة من حضره من صحابة رسول الله ، (صلىاللهعليهوسلم) ، وأن الإمام علي ـ كرم الله وجهه ـ قد ارتضى هذا
العمل الجليل وحمد أثره [٢] ، ومعنى هذا ببساطة أن المصحف الذي كتب على أيام أبي
بكر ـ هو نفس المصحف الذي كتب على أيام الرسول ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ وهو
نفسه الذي كتب على أيام عثمان [٣] ، وبالتالي فإن كل قراءة قرآنية يجب أن تكون متفقة مع
نصه ، وأن الشك فيه كفر ، وأن الزيادة عليه لا تجوز ، وأنه القرآن المتواتر الخالد
إلى يوم القيامة [٤].
[١] فضائل القرآن ص
١٥ ، كتاب المصاحف ص ٥ ، مقدمتان في علوم القرآن ص ٢٣ ، البرهان ١ / ٥٩
[٢] هناك رواية تنسب
فضل السبق في جمع القرآن إلى الإمام علي كرم الله وجهه ، إذ يروي أشعث عن ابن
سيرين أنه لما توفي الرسول (صلىاللهعليهوسلم)
، أقسم على ألا يرتدي برداء إلا لجمعة ، حتى يجمع القرآن في مصحف ، ففعل ، فأرسل
أبو بكر إليه بعد أيام : أكرهت إمارتي يا أبا الحسن؟ قال : لا والله ، إلا أني
أقسمت ألا أرتدي برداء إلا لجمعة ، فبايعه ثم رجع ، ويقول السجستاني : أن أحدا لم
يذكر كلمة مصحف إلا أشعث ، وهو لين الحديث ، وإنما رووا حتى أجمع القرآن ، يعني
أتم حفظه ، فإنه يقال للذي يحفظ القرآن ، قد جمع القرآن (انظر : كتاب المصاحف ص ١٠
، الاتقان ١ / ٥٩ ، تاريخ القرآن ص ١٠٤ ـ ١٠٥) والأمر كذلك بالنسبة الى جمع عمر بن
الخطاب (كتاب المصاحف ص ١٠ ـ ١١) إلا إذا كان المراد أول من أشار بجمعه (الاتقان ١
/ ٥٨)
[٣] للمقارنة بين
تدوين القرآن الكريم وغيره من الكتب المقدسة ، أنظر عن التوراة (كتابنا إسرائيل ص
٢٤ ـ ٤٥) وعن الانجيل (المدخل الى الكتاب المقدس ، احمد شلبي : المسيحية ص ١٥٣ ـ ١٦٠)
[٤] محمد أبو زهرة :
القرآن ص ٤٣ ، تفسير القرطبي ١ / ٨٠ ـ ٨٦ ، فتاوى ابن تيمية ١٣ / ٤٢٠ ـ ٤٢١ ، محمد
حسين هيكل : حياة محمد ص ٥١ ـ ٥٥ ، وكذاW.Muir ,op - cit ,P.XIV
- XIXX
نام کتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 37