نام کتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 302
السلام (١٩٤٠ ـ ١٧٦٥ ق. م) ، وتذكرنا أن قوم لوط إنما كانوا معاصرين لأبي
الأنبياء ـ عليه الصلاة والسلام [١] ـ لأمكننا القول أن شعيبا وقومه إنما كانوا يعيشون بعد القرن الثامن عشر
قبل الميلاد ، بخاصة إذا ما كان صحيحا ما ذهبت إليه نصوص التوراة من أن القوم إنما
كانوا ينتسبون إلى مدين ـ أو حتى مديان ـ ولد الخليل إبراهيم من زوجته الكنعانية
قطورة [٢].
على أننا
نستطيع أن نقول من ناحية أخرى ـ حدسا عن غير يقين ـ أن القوم إنما كانوا يعيشون في
القرن الثالث عشر ق. م ، إذا ما كان صحيحا ما ذهبت إليه بعض الروايات من أن «يثرون»
كاهن مدين ، وصهر موسى [٣] ، إنما هو شعيب نبي مدين العربي [٤] ، وذلك لأن رحلة موسى إلى مدين بعد فراره من مصر ـ وكذا
لقاءه مع كاهن مدين بعد قيادته للخروج من مصر ـ إنما تمّ في القرن الثالث عشر قبل
الميلاد [٥].
[١] أنظر في ذلك :
سورة الحجر : آية ٥١ ـ ٧٧ ، سورة العنكبوت : آية ٢٦ ـ ٣٥ ، سورة الذاريات : آية ٢٤
ـ ٣٧ ، وانظر كذلك : تكوين ١٤ : ١ ـ ٢٤ ، ١٨ : ١ ـ ٣٣
[٣] لاحظ التناقض
العجيب في التوراة بشأن صهر موسى هذا ، فهو في سفر الخروج (٣ : ١) يثرون كاهن
مديان ، وهو في سفر العدد (١٠ : ٢٩) حوبات بن رعوئيل ، بل إنه مرة ثالثة في سفر
الخروج (٢ : ١٦ ـ ١٨) رعوئيل نفسه ، والأمر كذلك بالنسبة إلى القبيلة التي صاهرها
موسى ، فهي مرة قبيلة مديانية ، كما رأينا ، وهي مرة أخرى ـ كما في سفر القضاة (١
: ١٦) قينية ، ثم يعود نفس السفر فيؤكد ذلك في (١٤ : ١١) وذلك في ثنايا قصة دبورة
حين تتعرض لنسب «حابر القيني» فتقرر أنه من بني حوباب حمى موسى ، ومن ثم فربما كان
بنو القينى فرعا من المديانيين (انظر كتابنا إسرائيل ص ١٠٠ ـ ١٠١ وكذاop - cit ,P.٦١٦ J.Hastlngs , (وكذاEB ,P.٠٨٠٣
[٤] انظر : ياقوت ٥ /
٧٧ ـ ٧٨ ، البكري ٤ / ١٢٠١ ، مروج الذهب ١ / ٦١ ، ابن خلدون ٢ / ٤٣ ، ٨٢ ، عباس
العقاد : «الثقافة العربية أسبق من ثقافة اليونان والعبريين ص ٨٠
[٥] أنظر كتابنا
إسرائيل ص ٢٦٨ ـ ٣٠٣ عن تاريخ الخروج والآراء التي دارت حوله
نام کتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 302