نام کتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 257
بني أمية ـ بهدف تفضيل الشام على بقية المناطق الإسلامية ، حتى جعلوا «دمشق»
واحدة من مدائن أربعة ، زعموا أنها من مدائن الجنة [١] ، وربما كان ذلك تمجيدا للمسجد الأموي ، في وقت كان فيه
«عبد الله بن الزبير» يتحصن بالمسجد الحرام في مكة المكرمة ، وكان أهل الحجاز في
شبه تحزب عام ضد بني أمية [٢] ، وربما أن المسجد الأموي كان في بادئ أمره كنيسة بها
قبور بعض قديسي أهل دمشق ، فلما تحولت إلى مسجد ، تحولت قبور قديسيها بعواطف الناس
إلى قبور للأنبياء [٣] ، وهنا لعبت السياسة دورها ، فاستغلت عواطف الناس ـ أو
قل عواطف السذج منهم ـ وضعاف الكتاب الأخباريين ، فجعلت منه شيئا يرجع في قداسته
إلى أبعد العهود ، وما أكثر ما لعبت السياسة هذا الدور في تاريخ الشرق الأدنى في
كثير من عصوره.
وهناك رواية
أخرى تذهب إلى أن اليمن ، إنما كانت مكان دفن النبي الكريم [٤] ، بينما تذهب رواية ثالثة إلى أنه قد دفن في حضرموت ،
في كثيب أحمر ، عند رأسه سمرة [٥] ، وأن هناك قرية تسمى حتى الآن «قبر هود» [٦] ، أو في «وادي برهوت» على مقربة من مدينة «تريم» ، غير
[١] فتح الباري ١٣ /
٦٩ ، روح المعاني ٣٠ / ١٢٣ ، تاريخ ابن عساكر ١ / ١٤ ، ٥٧ ، وأنظر : أضواء على
السنة المحمدية ص ١٢٩ ـ ١٣٥ ، ١٧٠ ـ ١٧٢
[٢] أنظر : عبد
المنعم ماجد ٢ / ٧٩ ـ ٩١ ، ابن الاثير ٣ / ٢٦٥ ـ ٣١٦ ، الأزرقي ١ / ١٩٦ ـ ٢٠٠ ،
التنبيه والاشراف ص ٤٠٢ ـ ٤٠٤ ، الأخبار الطوال ص ٢٦٠