نام کتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 138
غموض ـ أن الذي آمن بابراهيم ، إنما هو لوط ، يقول تعالى (فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقالَ إِنِّي
مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» [١] ويقول (وَنَجَّيْناهُ
وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ» [٢] ، بل إن هناك ما يشير إلى مؤمنين آخرين مع إبراهيم غير
لوط ، يقول سبحانه وتعالى (قَدْ كانَتْ لَكُمْ
أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ
إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنا بِكُمْ
وَبَدا بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَالْبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا
بِاللهِ وَحْدَهُ» [٣] ، فما ذا يقول هؤلاء الرواة في هذه الآيات الكريمة ،
التي تتعارض ورواياتهم ، ولعل هذا هو الذي دعا الإمام ابن كثير إلى أن يرى أن
إبراهيم إنما كان يعني زوجين مؤمنين غيري وغيرك ، لأن لوطا كان معهم وهو نبي عليهالسلام[٤] ، وكأن ابن كثير إنما يسلم بالقصة ، ولكنه يحاول أن
يخفف من تعارضها مع القرآن الكريم بتفسيره هذا الذي يخالف إجماع رواة القصة
التوراتية من المؤرخين المسلمين.
(٤) رحلة الخليل الى
الحجاز
انفردت المصادر
الإسلامية بأخبار إبراهيم في الحجاز ، وعلق بعض المؤرخين الغربيين على هذه الأخبار
بشيء كثير من الدهشة والاستنكار ، وكأن المصادر الإسلامية قد نسبت إلى إبراهيم
خارقة من
[٣] سورة الممتحنة :
آية ٤ وانظر : تفسير روح المعاني ٢٨ / ٦٩ ـ ٧٣ ، تفسير الفخر الرازي ٢٩ / ٣٠٠ ـ ٣٠١
، تفسير الطبري ٢٨ / ٦٢ ـ ٦٣ ، تفسير الطبرسي ٢٨ / ٤٧ ـ ٤٩ ، تفسير الكشاف ٤ / ٩٠
، تفسير القاسمي ١٦ / ٥٧٦٥ ـ ٥٧٦٦ ، تفسير ابن كثير ٨ / ١١٣ ، تفسير القرطبي ص
٦٥٣٥ (دار الشعب ١٩٧٠)
[٤] ابن كثير :
البداية والنهاية ١ / ١٥٢ (طبعة ١٩٦٦)
نام کتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم نویسنده : محمد بيومي مهران جلد : 1 صفحه : 138