responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 7  صفحه : 514

واغتابهم وركن إلى الدنيا ، بيّن في هذه السورة ما فعله بأصحاب الفيل من عذاب الاستئصال ، فقال :

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ) الخطاب للرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وهو وإن لم يشهد تلك الواقعة لكن شاهد آثارها ، وسمع بالتواتر أخبارها ، فكأنّه رآها. وإنّما قال : «كيف» ولم يقل : «ما» لأنّ المراد تذكير ما فيها من وجوه الدلالة على كمال علم الله وقدرته ، وعزّة نبيّه ، وشرف رسوله ، فإنّها من الإرهاصات [١] ، إذ روي عن أكثر العلماء أنّها وقعت في السنة الّتي ولد فيها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وعن عائشة : رأيت قائد الفيل وسائسه بمكّة أعميين مقعدين يستطعمان.

وقصّتها : أنّ ملك اليمن قصد هدم الكعبة ، وهو أبرهة بن الصباح الأشرم.

وقيل : كنيته أبو يكسوم. قال الواقدي : هو صاحب أصحمة النجاشي ، جدّ النجاشي الّذي كان على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

قال محمّد بن إسحاق بن يسار : أقبل تبّع [٢] حتّى نزل على المدينة ، فنزل بوادي قبا ، فحفر بها بئرا تدعى اليوم بئر الملك. قال : وبالمدينة إذ ذاك يهود والأوس والخزرج ، فقاتلوه ، وجعلوا يقاتلونه بالنهار فإذا أمسى أرسلوا إليه بالضيافة. فاستحيا وأراد صلحهم ، فخرج إليه رجل من الأوس يقال له : أحيحة بن الجلاح ، وخرج إليه من اليهود بنيامين القرظي.

فقال له احيحة : أيّها الملك نحن قومك.

وقال بنيامين : هذه بلدة لا تقدر على أن تدخلها ولو جهدت.

قال : ولم؟

قال : لأنّها منزل نبيّ من الأنبياء يبعثه الله من قريش.


[١] أي : من المبشّرات والمنبئات بمجيء النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

[٢] التبّع : لقب ملوك اليمن.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 7  صفحه : 514
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست