(وَيُقِيمُوا
الصَّلاةَ) على طريقة الإسلام (وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ) على وجه تعيّن في الإسلام (وَذلِكَ) الّذي تقدّم ذكره (دِينُ الْقَيِّمَةِ) دين الملّة القيامة.
دلّت هذه الآية
على بطلان مذهب أهل الجبر ، لأنّ فيها تصريحا بأنّه سبحانه إنّما خلق الخلق
ليعبدوه مخلصا عن الشرك. وعلى وجوب النيّة في الطهارة ، إذ أمر الله بالعبادة على
وجه الإخلاص ، ولا يمكن الإخلاص إلّا بالنيّة والقربة. والطهارة عبادة ، فلا تجزي
بغير نيّة ، خلافا لبعض العامّة.
ثمّ ذكر سبحانه
حال الفريقين بقوله : (إِنَّ الَّذِينَ
كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ
فِيها) أي : يوم القيامة ، أو في الحال ، لملابستهم ما يوجب
ذلك. واشتراك الفريقين في جنس العذاب لا يوجب اشتراكهما في نوعه ، فيمكن أن يختلف
، لتفاوت كفرهما. (أُولئِكَ هُمْ شَرُّ
الْبَرِيَّةِ) الخليقة. وقرأ نافع : البريئة بالهمزة ، على الأصل.
(إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزاؤُهُمْ
عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ
فِيها أَبَداً) فيها مبالغات : تقديم المدح ، وذكر الجزاء المؤذن بأنّ
ما منحوا في مقابلة ما وصفوا به ، والحكم عليه بأنّه من «عند ربّهم» ، وجمع جنّات
، وتقييدها إضافة ووصفا بما يزداد لها نعيما ، وتأكيد