مِنْ
تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ) النجاة العظيم والنفع الخالص ، إذ الدنيا وما فيها تصغر
دونه. وقيل : إنّما وصفه بالكبير لأنّ نعيم العاملين كبير بالإضافة إلى نعيم من لا
عمل له من داخلي الجنّة ، لما في ذلك من الإجلال والإكرام والتبجيل والتعظيم.
(إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ
لَشَدِيدٌ) مضاعف عنفه ، فإنّ البطش أخذ بعنف ، فإذا وصف بالشدّة
فقد تضاعف وتفاقم. وهو بطشه بالجبابرة والظلمة شديدا جدّا ، وأخذهم بالعذاب الأليم
انتقاما.
(إِنَّهُ) وعد الكفرة بأنّه يعيدهم كما أبدأهم ليبطش بهم ، إذ لم
يشكروا نعمة الإبداء (هُوَ يُبْدِئُ
وَيُعِيدُ) يبدئ الخلق ثمّ يعيده. دلّ باقتداره على الإبداء
والإعادة على شدّة بطشه. وعن ابن عبّاس معناه : يبدئ البطش بالكفرة في الدنيا ،
ويعيده في الآخرة. وذلك لأنّ ما قبله يقتضيه.
(وَهُوَ الْغَفُورُ) لمن تاب ، أو تفضّلا (الْوَدُودُ) المحبّ لمن أطاع ، أي : الفاعل بأهل طاعته ما يفعله
الودود ، من إعطائهم ما أرادوا.
(ذُو الْعَرْشِ) مالكه ومدبّره (الْمَجِيدُ) العظيم في ذاته وصفاته ، فإنّه واجب الوجود ، تامّ
القدرة والحكمة. وقرأ حمزة بالجرّ صفة لـ «ربّك» أو للعرش. ومجده : علوّه وعظمته.
(فَعَّالٌ لِما
يُرِيدُ) خبر مبتدأ محذوف. وإيراد صيغة المبالغة للدلالة على أنّ
ما يريد ويفعل في غاية الكثرة.