أو تقلّبك في
أصلاب الموحّدين ، حتّى أخرجك نبيّا من صلب أبيك ، من نكاح غير سفاح ، من لدن آدم عليهالسلام. وهو المرويّ عن أئمّة الهدى عليهمالسلام.
قال النيشابوري
: «قد احتجّ بالآية علماء الشيعة في مذهبهم أنّ آباء النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يكونون كفّارا. قالوا : أراد : تقلّب روحه من ساجد
إلى ساجد ، كما في الحديث المعتمد عليه عندهم : «لم أزل أنتقل من أصلاب الطاهرين
إلى أرحام الطاهرات». وناقشهم أهل السنّة في التأويل المذكور ، وفي صحّة الحديث. والأصوب
عندي أن لا نشتغل بمعنى أمثال هذه الدعوى ، ونسرح إلى بقعة الإمكان. على أنّه لا
يلزم من عدم الدليل عدم المدلول» [١]. انتهى كلامه ، وما أنصفه. (إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ) لما تقوله (الْعَلِيمُ) بما تنويه.
ولمّا أخبر
الله سبحانه أنّ القرآن ليس ممّا تتنزّل به الشياطين ، وأنّه وحي من الله ، عقّبه
بذكر من تنزّل عليه الشياطين ، فقال : (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ
عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ * تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ) أي : يتنزّل على كلّ كذّاب فاجر ، كثير الإثم ، عامل
بالمعاصي. وهم الكهنة. وقيل : طليحة ومسيلمة. وأنت لست بكذّاب ولا أثيم ، فلا
تتنزّل عليك الشياطين ، بل تتنزّل عليك الملائكة.
وإنّما دخل حرف
الجرّ على «من» المتضمّنة لمعنى الاستفهام ، والاستفهام له